المسؤولية التأديبية لظباط الشرطة

Abstract

إن الدولة هي الإطار الذي يعيش و يتعايش فيها الأفراد لذلك هم في احتكاك مباشر و غير مباشر بالدولة و لذلك توجب وجود وسيلة مهمتها تنظيم هذه العلاقة و السهر على تطبيق القانون من خلال تكليفهم بمهام مختلفة من أجل وضع و تنفيذ السياسية العامة للدولة مستهدفة بذلك تحقيق الصالح العام الذي يعتبر الهدف الأساسي من إنشاء هذا المرفق و هذه الوسيلة هي مرفق الشرطة و يعتبر هذا الأخير كغيره من المرافق يتميز بخاصية وجود رئيس و مرؤوس و من أهم درجات هذا المرفق فئة الضابط الذين يعتبرون حلقة أساسية في هذا المرفق إن ضابط الشرطة يقوم بعمل جد خطير فله دور أساسي وقد أعطى له القانون سلطات كثيرة بموجبها يمارس وظيفته فهو يقيد من حريات الأشخاص و يقلل منها كما له سلطات تمس بحرية الفرد التي تعد أسمى الحقوق التي يتمتع بها الفرد و لذلك يتعرض للمساءلة القانونية فهو موظف ليس كأي موظف عادي فهو يتحمل مسؤوليات عدة ولذلك فأهمية العمل الذي يقوم به يستوجب خضوعهم لمساءلة عن أي تقصير أو إهمال في قيامه بعمله. و يقع الضابط تحت وطأة المساءلة التأديبية إذا كان ما أتله من أفعال يعد إخلالا بواجبات وظيفته كامتناعه عن قبول التبليغات و الشكاوى من المواطنين و عدم التزامه بالحياد و المساواة و استغلاله سلطته ووظيفته لتحقيق مآرب شخصية و إفشائه سر العمل و قبوله الوساطة في أداء عمله و غير ذلك من المخالفات. و الجدير بالذكر أن إخضاعه للمساءلة التأديبية يرتكز على حق الدولة في الدفاع عن كيان الوظيفة و ردع المخطئ و زجر غيره و الارتفاع بمستوى الخدمات التي يقومون بها بصفة عامة حتى يتحقق الهدف كاملا من تلك الخدمات و حتى تصل إلى المواطنين على أكمل وجه تحقيقا لأمنهم و سلامتهما كفالة لحقوقهم و حرياتهم التي حفظها الدستور و القانون بالحماية و الجزاء. و الجزاء الذي يتعرض له الضابط لإخلاله بواجبات وظيفته هو الضمان الفعال لتقويم كل انحراف و تقصير أو إهمال يشوب عمله و بعد تنبيه له حتى ما يشوب سلوكه المهني والشخصي من انحرافات محاولا العودة إلى سواء السبيل متلاقيا ما شاب سلوكه من قصور وتجاوزا كما يهدف إلى ردع الآخرين وتحذيرهم من خطر التردي في مثل تلك الأخطاء ونظرا لخطورة الإجراءات التأديبية وآثارها على مستقبل الضابط الوظيفي فقد حدد المشرح السلطات النشطة بتوقيع الجزاءات والضمانات التي تحمي الضابط. وعليه ارتأينا الإسهام في إلقاء الضوء على موضوع النظام التأديب الذي يخضع له الضابط وانطلاقا من هذا مررنا إلى الإشكال الثاني ما هي المسؤولية التأديبية لضابط الشرطة وما هي الجزاءات و الضمانات المقررة لذلك.؟ و إجابتنا على هذا وعلى عدة تساؤلات أخرى ارتأينا تناول الموضوع في شكل فصلين الأول تناولت فيه المبحث الأول بعنوان تعريف المسؤولية التأديبية والمبحث الثاني بعنوان تعريف بضابط الشرطة والفصل الثاني وفيه مبحثان المبحث الأول الضمانات الأساسية لحماية الضابط والمبحث الثاني الجزاءات و السلطة المخصصة بتوقيع الجزاء.