الأحزاب السياسية والأداء البرلماني في الدول المغاربية دراسة مقارنة بين الجزائر والمغرب

Abstract

تتحكم عوامل عديدة ، من أهمها الأحزاب السياسية في مستوى الأداء البرلماني وفعاليته. من خلال النواب الذين رشحتهم في قوائمها وأوصلتهم عبر صناديق الاقتراع للمؤسسة التشريعية لطرح انشغالات المواطنين وفق برامجها السياسية التي يستوحون منها أفكارهم وتوجهاتهم ويحددون من خلالها سلوكاتهم وآرائهم تجاه مختلف القضايا التي يتعاملون معها والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها في المجالين التشريعي والرقابي . إن المتتبع للأداء البرلماني للأحزاب السياسية في الجزائر والمغرب يلاحظ قلة اقتراحات القوانين مقارنة بالمشاريع ذات المصدر الحكومي .وضعف استعمال الآليات الرقابية خاصة تلك التي تؤدي إلى تحريك المسؤولية السياسية للحكومة ، حيث لم يسبق وأن سقطت حكومة بسبب عدم مصادقة البرلمان على برنامجها أو عدم تصويته على ملتمس رقابة . نظرا للشروط التعجيزية . رغم وجود اختلافات بسيطة بين التجربتين الجزائرية والمغربية، إلاأنّ الأحزاب السياسية في البلدين تعاني من عدة اختلالات تسببت في ضعفها ، وساهمت في هيمنة السلطة التنفيذية وفرض منطقها وخياراتها على السلطة التشريعية تعود في جوهرها إلى تسييرها غير الديمقراطي ، و عدم قدرتها على تطوير وتحديث بنائها و خطابها ووظائفها الإجتماعية والسياسية . من أهمها : تشتت أحزاب المعارضة وعدم انسجامها والانشقاقات الحزبية المتكررة وتفشي ظاهرة التجوال السياسي لدى البرلمانيين . وغياب الإطار القانوني الذي يسمح بمساهمة منظمات المجتمع المدني في المجالين التشريعي والرقابي . إن تفعيل الأداء البرلماني للأحزاب السياسية في الجزائر والمغرب يتطلب معالجة تلك الاختلالات و المبادرة بإصلاحات دستورية تعزز الفصل بين السلطات وتكرس استقلالية البرلمان ، وتحد من إمكانية تدخل الهيئة التنفيذية في عمل البرلمان والتأثير في قراراته وتعزيز قدرات النواب وكفاءتهم وتقديم كل أشكال الدعم الفني للمؤسسة التشريعية في ظل تغيير نظرة السلطة للأحزاب السياسية من كونها مجرد هيئات استشارية إلى مؤسسات تهدف للمشاركة في السلطة.