أثر التهديدات الإرهابية في شمال مالي على الأمن الوطني الجزائري واستراتيجيات مواجهتها 2010 / 2014

Abstract

تبحث هذه الدراسة الموسومة بــــ : " أثر التهديدات الإرهابية في شمال مالي على الأمن الوطني الجزائري وإستراتيجيات مواجهتها 2010/2014 " في تنامي خطر التنظيمات الإرهابية في منطقة شمال مالي، وتهديدها للأمن الوطني الجزائري بشكل مباشر. وتهدف الدراسة إلى توضيح جوانب هذا التأثير، حيث أصبحت الجزائر مهددة من الجانب الأمني من خلال التفجيرات والاعتداءات التي طالت قوات الأمن والجيش الجزائري والمؤسسات الحيوية الجزائرية، والجانب الاقتصادي من خلال إرتفاع تكاليف الدفاع والتسلح حيث بلغت ميزانية الدفاع للفترة الممتدة مابين 2010/2014 حوالي 46،5 مليار دولار وهي ميزانية ضخمة كان بالإمكان توجيهها للتنمية بمختلف جوانبها في الداخل، أما الجانب الإجتماعي من خلال إعتبار اللاجئين الماليين أعباء جديدة تحملها النظام الجزائري، حيث إنخرط العديد من هؤلاء اللاجئين ضمن التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تنشط في شمال مالي ومنطقة الساحل الإفريقي ، إلى جانب حدوث تحالفات بين تلك التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة التي تنشط عبر منطقة الساحل الإفريقي. ثم محاولة توضيح الإستراتيجية الجزائرية المتبعة لمواجهة تلك التهديدات وحماية الأمن الوطني والحدود الجغرافية للوطن وتوصلت الدراسة إلى أن الجزائر إتبعت إستراتيجية مزدوجة فهي تتعامل بقبضة من حديد ضد التنظيمات الإرهابية، كما تركز على الحلول الدبلوماسية في التعامل مع النزاعات ذات الطابع السياسي الإنفصالي، وهو ما حدث مع النزاع في شمال مالي. لذلك عمدت إلى إقامة إجراءات أمنية بالجنوب من تدعيم للوحدات المرابطة على الحدود إلى خلق قطاعات عسكرية عملياتية جديدة بهدف تكثيف المراقبة والاستطلاع بالجنوب. أما الإستراتيجيات الإقليمية وبالرغم من أن التهديد مشترك لم ترقى لأن تكون مبادرات أمنية جادة تضع القادة الأفارقة أمام مسؤولياتهم إتجاه أمنهم وإتجاه قارتهم، كما إرتبطت الإستراتيجيات الدولية أساساً بحماية المصالح الحيوية والصراع على مناطق النفوذ.