التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط دراسة حالة الأزمة السورية 2010-2014

Abstract

تحاول الدراسة التي قمنا بإنجازها بمعالجة موضوع التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في منطقة الشرق الأوسط من خلال إتخاذ سوريا كنموذج لهذا التنافس،وقد بدأت بمحاولة تقديم إطار مفاهيمي و نظري يتناول توضيح لمعنى التنافس في العلاقات الدولية مع تقديم أهم النظريات والمقاربات التي يمكن أن تساعد على تفسير التنافس الأمريكي في الشرق الأوسط وسوريا.هذا بالإضافة إلى التطرق الى تحول مضامين مفهوم الشرق الأوسط عبر فترات تاريخية مختلفة. سعت بعدها الدراسة لبحث أهم المجالات التي يمكن أن يدور حولها التنافس بين القوتين في منطقة الشرق الأوسط وقد حددت في ثلاث مجالات رئيسية ،بداية بالمجال الجيوبوليتيكي لمنطقة الشرق الأوسط و الذي يظهر بأن له أهمية كبيرة في إستراتيجية الدولتين بدافع أن الحصول على مكانة مهمة في هذا المجال سيسهل الأمر في تحقيق كل الأهداف الإستراتيجية الأخرى ليس في المنطقة فحسب بل على المستوى العالمي أيضا ،بعدها تعرضت الدراسة إلى التنافس الأمريكي الروسي في المجال الطاقوي لمنطقة الشرق الأوسط ،حيث أنه هناك الكثير من الدوافع التي تتحكم في التحركات الأمريكية الروسية للوصول إلى مصادر الطاقة التي تزخر بها منطقة الشرق الأوسط و التي أصبحت محل تصادم بينهما ،ثم انتقلت الدراسة إلى المجال الثالث من مجالات التنافس ألا و وهو مجال التسلح في منطقة الشرق الأوسط ، وذلك لأن صفقات التسلح بين الدول أصبحت لها مكانة مهمة في العلاقات الدولية انطلاقا من إمكانية الإعتماد عليه في تفسير العديد من السلوكات الخارجية لكثير من الدول في إطار علاقاتها الصراعية ،والتسلح في منطقة الشرق الأوسط يلعب دور مهم في تفسير السلوكات الأمريكية الروسية المتعارضة، حيث أن كل منهما يسعى للظفر بصفقات كبيرة لبيع السلاح لدول المنطقة والتي تتميز بعدم استقرارها وتوتر الأوضاع بين دولها ،بالإضافة إلى توفرها على إمكانيات و موارد مالية ضخمة خاصة الدول الخليجية منها . لفهم التنافس بين الولايات المتحدة و روسيا في الشرق الأوسط بصورة أكثر وضوحا ،قامت الدراسة بالتطرق للأزمة السورية الراهنة كدراسة حالة للتنافس الأمريكي الروسي في الشرق الأوسط ،وتوصلت بأن مواقف كل من الولايات المتحدة وروسيا تتسم بالتصادم وعدم الاتفاق حول ما يجري في سوريا ،وذلك بالنظر للمصالح والأهداف التي يسعى كل طرف إلى تحقيقها والتي تتعارض مع مصالح و أهداف الطرف المنافس . كنتيجة نهائية أثبتت الدراسة أن ما يحدث في سوريا من تنافس محتدم بين الولايات المتحدة وروسيا ما هو إلا امتداد لتنافسهما الأشمل حول منطقة الشرق الأوسط وذلك بالنظر لما تتمتع به سوريا من مكانة مهمة في المنطقة على العديد من الأصعدة، وبذلك فإن كل هذه الأمور أثرت بشكل كبير على ما يجري في سوريا من أحداث وجعلت إمكانية الحل مرهونة بمدى توافق الرؤى بين القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة وروسيا.