التنافس التركي الايراني على مناطق النفوذ في الشرق الاوسط1996-2014

Abstract

منذ نهاية الحرب الباردة شهد العالم عدة تحولات جذرية، حيث انتقل من نظام ثنائية القطبية الى إلى نظام الاحادية. وفي ظل هذا التحول سعت بعض الدول الاقليمية كتركيا و ايران الى بسط و تكريس نفوذها في منطقة الشرق الاوسط. بالإضافة الى هذه التغيرات الدولية،كانت للمتغيرات الداخلية التي مرت بها هاتين الدولتين في تسعينيات القرن الماضي أثرها الواضح في رسم سياستيهما الخارجية تجاه هذه المنطقة. ونظرا لأهمية هذه المنطقة التي اكتسبتها.إشتد التنافس بين البلدين بعد أحداث 11سبتمبر 2001 وإنهيار نظام صدام حسين عام2003م ، لبسط نفوذهما في المنطقة و توظيف كل معطياتهم التاريخية و الجغرافية و الثقافية لتأكيد الترابط بهذه الاخيرة وإظهارانموذج دولتيهما على أنه الانموذج المناسب والمثالي . ليأتي الحراك العربي و الذي أوضح هذا التنافس بشكل جلي. خاصة بعد أن وصل هذا الحراك لسوريا وتباين موقف كل من إيران و تركيا حولها، فكان الأول داعما للنظام و الثاني مدافعا عن الحراك الشعبي السوري و محتضن للمعارضة السورية، و هذا ما أزم العلاقة بين البلدين. كما كان للحراك العربي تأثيرا سواء إيجابيا او سلبيا على الدولتين . فمن ناحية ، بعد توطيد تركيا علاقاتها مع سوريا مند 2002 م واصبحت سوق اقتصادية لها، خسرتها مع حلول عام2011 م بعد تأييدها للمعارضة السورية ،هذا ما ازم علاقتها مع ايران بالإضافة الى توطيد علاقتها مع كردستان العراق. وفي المقابل نجد ان إيران الرابح الأكبر من أحداث الحراك ،حيث كانت الازمة السورية كورقة رابحةلايران للتفاوض مع الغرب فيما يخص برنامجها النووي.هذا ما ساهم في إنفتاحها على دول الجوار وتكريس نفوذها في المنطقة.