انعكاسات الصدمة النفسية على التوظيف النفسي لدى مبتوري الأطراف -دراسة حالات من منظور نفسي عيادي-. Doctoral thesis, Université Mohamed Khider - Biskra.

Abstract

تناول هذا البحث إصابة البتر بإعتباره حادثا مولدا للصدمة ،حيث تمثلت أهدافه في التعرف على انعكاسات التعرض للبتر(بإعتباره حادثا مولدا للصدمة) على الحالة النفسية للمبتور، والتعمق في فهم الكيفية التي يؤثر بها ذلك البتر على التوظيف النفسي للمبتور، و دور أهم العوامل المتدخلة لتحديد شكل استجابته، ولتحقيق هذه الأهداف تم الإعتماد على منهج دراسة الحالة،حيث تم توظيف مجموعة من الأدوات في إطار هذا المنهج تمثلت في: المقابلات العيادية للبحث في شكلها النصف موجه، الملاحظة الحرة، واختبار تفهم الموضوع. تمثلت حالات هذا البحث في ثلاث أفراد من الذكور الذين تراوحت أعمارهم بين 24-33 سنة، والذين تشابه سبب البتر لديهم ، كما تشابه أيضا نوع ومستوى البتر لدى فردين منهما تعرضا لبتر على مستوى الساق، بينما تعرض الفرد المتبقي لبتر على مستوى أحد الأطراف السفلية وأحد الأطراف العلوية. بعدما تم تطبيق أدوات البحث على الحالات كشفت النتائج في مستوى أول من التحليل أن: حالات البحث الثلاث قد تعرضوا لنفس سبب البتر الذي تمثل في نفس الحادث المولد للصدمة (حادث انفجار). كما تشابهت استجاباتهم الآنية لذلك الحادث، حيث عرضوا جميعا استجابة ضغط حادة، وبالرغم من ذلك اختلفت استجاباتهم على المدى البعيد : أين قاوم كل من الحالة الأولى والثالثة تأثيرات الحادث ولم يطورا أعراض أي اضطراب صدمي مزمن، بينما طور الحالة الثانية اضطرابا صدميا مزمنا. بالإضافة لذلك انعكس التعرض للبتر- في حد ذاته- في شكل نقص جسمي (مرتبط بفقدان الأطراف المبتورة)، مضاف إليه نقص في القدرات الجسمية، وعلى مستوى نفسي داخلي انعكس التعرض للبتر- لدى الحالات الثلاث - في شكل شعور بالحزن والاكتئاب ناجم عن جرح نرجسي مرتبط بإدراك وتقبل حالة النقص وعدم الاكتمال الجسمي.أما في مستوى ثاني من التحليل فقد كشفت النتائج أنه بالنسبة لنتيجة التعرض لسبب البتر: كانت أهم العوامل المتدخلة لتحديد شكل استجابة الحالات مرتبطة بمواصفات الحادث في حد ذاته وبالاستجابة الانفعالية أثناء التعرض له. أما بالنسبة لنتيجة التعرض للبتر في حد ذاته، فقد كشفت النتائج أن التأثيرات التي أدخلها قد حرضت على مستوى التوظيف النفسي للحالات سيرورة حداد، إختلفت مآلاتها لدى كل منهم، حيث كشفت النتائج أن مآل تلك السيرورة (وبالتالي شكل الاستجابة لتأثيرات البتر) كان مرتبطا - لدى الحالات الثلاث- بعوامل تنتمي أساسا للتاريخ الشخصي ولنمط التوظيف النفسي. وأخيرا كشفت نتائج تحليل الحالة الثانية أن عواملا أخرى متعلقة بالبتر في حد ذاته وبسبب ذلك البتر تتدخل لتساهم في تعقيد شكل استجابة المبتور.