الدور الجديد لصندوق النقد الدولي في ظل الازمات المالية والاقتصادية العالمية -ازمة 2008 نموذجا

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى تقييم دور صندوق النقد الدولي في مجال إدارة الأزمات المالية ومنعها. لهذا عمدت على إجراء تحليل متعمق لأدوار صندوق النقد الدولي في العديد من الأزمات المالية التي أثرت على العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم في أماكن مثل أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا. وقد كان هناك اهتمام خاص بتدخل صندوق النقد الدولي في أزمة المديونية في الثمانينيات، والأزمة المالية الآسيوية، وأزمة الأرجنتين، وأزمة الديون السيادية الأوروبية، والركود الاقتصادي العالمي لعام 2008 بالتركيز على الدور الجديد الذي أنيط به عقب أزمة 2008 ومناقشة وتقييم الإصلاحات والتغييرات الأخيرة التي أحدثها الصندوق، وتحديد المجالات التي لا تزال بحاجة إلى التحسين واقتراح الحلول. توصلت هذه الدراسة إلى أنه على الرغم من الإصلاحات الواسعة التي أنجزها صندوق النقد الدولي منذ الأزمة العالمية فهناك حاجة إلى المزيد من الإصلاحات الجذرية ليتمكن من الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي. فلا يزال ينظر إليه باعتباره متحيزا ضد الاقتصادات النامية فهو يعمل لصالح الاقتصادات الرأسمالية المتقدمة على حساب الأولى، بسبب هيمنة الو.م.أ والاقتصادات المتقدمة الأخرى على حوكمة الصندوق. كما أن مشروطيته المكثفة والمفرطة التدخل من شأنها أن تقوض من دوره في مساعدة البلدان للحد من التعرض للأزمات وتسوية ما يقع منها في المستقبل. تقترح هذه الدراسة ضرورة إجراء إصلاح جذري ورسم مسار جديد للصندوق، ليصبح مؤسسة عالمية تتسم بالعدالة وتراعي مصالح بلدان العالم أجمع بشقيه المتقدم والنامي. وهذا يتطلب رؤية جديدة أكثر عدالة وأكثر تعاونا، تختلف تماما عن الرؤى الوضعية التي فشلت في إقامة نظام اقتصادي عالمي يتسم بالعدالة والكفاءة والاستقرار.