مساهمة لصياغــة إستراتيجية لتدويل نشاط المؤسسات الكبرى، المتوسطة والصغيرة . دراسة حالة تدويل بعض المؤسسات الجزائرية

Abstract

هذه الأطروحة تحاول الدخول إلى العلبة السوداء، لإشكالية تنويع الإقتصاد الجزائري، خارج قطاع المحروقات الذي أصبح – رغم أهميته في الوقت الحاضر- هاجس مخيف في غير مصلحة الجزائر ، إذا لم تبحث عن بدائل حقيقية، من أجل خلق اقتصاد قوي يعتمد بالدرجة الأولى على شركات إقتصادية جزائرية صناعية ومنتجة. لذلك حاول الباحث من خلال هذه الأطروحة، أن يقدمها كدليل علمي وعملي من أجل توجيه هذه الشركات،لبناء إستراتيجية تسمح بالتواجد الدولي، دون مخاطر أو عراقيل سواء من البلد الأم الجزائر، أو من أي بلد سوف يستضيف نشاط هذه الشركات. وفي العصر الحديث نعتقد يقينا أن تدويل نشاط هذه الشركات مع الشروط المتوفرة لها سوف يدفعها للنمو وتحقيق نسب عالية من الأداء، كما يجعلها في موقع التوسع، وليس موقع الدفاع والمحافظة على أسواقها الداخلية المحدودة. كما بحثنا هنا على أفضل تمازج أو مزيج بين الإستراتيجيات المناسبة للتدويل لمثل الشركات الجزائرية ومحيطها العام التي من شأنها أن تقدم فرص للنجاح في الخارج مع الإحتفاظ بكل ميزاتها التنافسية في أسواقها الداخلية، فمن التصدير المباشر وغير المباشر، إلى الاستثمار الأجنبي المباشر، ثم التعاقدات والتحالفات، وربما التملك، وغيرهم من الإستراتيجيات المستعملة في التدويل، حاولنا تقديم وجهة نظرا في الأنسب منها لشركاتنا . علما أن هذه الإستراتيجيات، لن تكون بشكل من الأشكال كافية لهذا التوجه، دون وجود قيادة إدارية في هذه الشركات، ترغب وتبحث عن هذه الأسواق الخارجية، وتساعدها في ذلك مجموعة من الإجراءات والامتيازات تقدمها الدولة الجزائرية، من أجل إنجاح هذه العملية. وفي الأخير نؤكد أن أفضل إستراتيجية للدفاع عن الأسواق الداخلية للشركات الجزائرية تتمثل في الهجوم على الشركات الأجنبية، بتدويل نشاطنا في أسواقهم، ونقل المنافسة إليهم مع الحفاظ على قدراتنا وحصة شركاتنا من طرف هذه الشركات وبمساعدة الدولة بتبني سياسات إقتصادية ومالية تعطي تفوقا تنافسيا لهذه الشركات في الداخل.