ترشيـــــد الإنفاق العـــام ودوره في علاج عجز الموازنة العامة في الاقتصاد الإسلامي

Abstract

تعالج هذه الدراسة موضوع ترشيـد الإنفاق العام ودوره في علاج عجز الموازنة العامة في الاقتصاد الإسلامي، حيث تعتبر مشكلة العجز المالي الحكومي من المسائل والقضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين في دول العالم المختلفة أفرادا ومؤسسات، كما أن موضوع ترشيد الإنفاق الحكومي من المواضيع التي لاقت اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في الإيرادات العامة للدول، وبسبب حصول عجوزات كبيرة في موازناتها العامة، ومع ما بذلته الدول من جهود للتخلص من هذه المشكلة، ومما زاد من تفاقم مشكلة العجز في موازنات الدول، زيادة مسؤولياتها وحاجاتها المتزايدة إلى الإنفاق العام لمواجهة الزيادة الطبيعية في عدد السكان والحاجة لتوفير خدمات الصحة والتعليم ونفقات الدفاع المتزايدة، لذلك فنحن وجها لوجه أمام ترشيد الإنفاق العام كضرورة مالية لا مفر من تحقيقها. وعليه يهدف هذا البحث إلى دراسة هذا الجانب؛ لكن من وجهة نظر النظام الاقتصادي الإسلامي، وعلى هذا الأساس جاء هذا البحث لتسليط الضوء على أهم المفاهيم الأساسية المرتبطة بالإنفاق العام في الاقتصاد الإسلامي، وكذا أهم الموارد المالية الكافية لتغطية هذا الإنفاق، كذلك التطرق لدراسة الموازنة العامة للدولة في الاقتصاد الإسلامي، كما تم تناول المفاهيم المتعلقة بالعجز المالي الحكومي، وكذا تقديم أساليب لتمويل العجز المالي لكن من وجهة النظر الإسلامية، وأخيرا تم تناول فكرة ترشيد الإنفاق العام كسياسة اقتصادية إسلامية، من حيث مدى تطابق فكرة ترشيد الإنفاق العام في الاقتصاد الإسلامي مع فكرة ترشيد الإنفاق العام في الاقتصاد المعاصر، ومدى إمكانية الاعتماد على عملية ترشيد الإنفاق العام في الاقتصاد الإسلامي؛ كأسـاس لعلاج متكامل لعجز الموازنة العامة. وخلصت الدراسة إلى إن الموازنة ذات الأساس الصفري تفي بالجزء الأكبر من متطلبات ترشيد الإنفاق العام بما يساهم في علاج عجز الموازنة العامة للدولة، وهي تتناسب مع مفاهيم الفقه الإسلامي وأحكامه، ومع مبادئ وقواعد ترشيد الإنفاق العام في الفكر الإسلامي، وخاصة قاعدة إتباع مبدأ الأولويات ومبدأ تحليل العائد والتكلفة ومبدأ تعظيم دالة المصلحة الاجتماعية، وإصرار الفقهاء المسلمين على إقامة دراسات الجدوى من منظور اجتماعي شامل لكل المشروعات التي يراد الإنفاق عليها من قبل الدولة، وتوضيح المضار المترتبة على السفه في الإنفاق العام، كما وضح ذلك ابن خلدون والمقريزي والأسدي وغيرهم.