اعتماد صيغ الصناعة المصرفية الإسلامية كمدخل إستراتيجي لتحسين أداء البنوك التقليدية دراسة حالة البنوك الناشطة في الجزائر-

Abstract

تشهد الساحة البنكية العالمية الآن عصرا تختلف سماته و آلياته و معاييره، و أدت هذه التغيرات إلى تغير السلوكات الاقتصادية للمؤسسات البنكية تحت وطأة اشتداد المنافسة ما دفع بها إلى الاهتمام أكثر بسلوكاتها الإستراتيجية لاكتساب ميزات تنافسية لتحسين موقفها النسبي في الأسواق، و في هذا الإطار جاءت هذه الدراسة لتبين اتجاه العديد من البنوك التقليدية في مختلف دول العالم وخاصة العربية والإسلامية لتقديم المنتجات المصرفية الإسلامية كسلوك إستراتيجي رائد للتأثير على أدائها، بالتعرف على جملة دوافع الاهتمام بهذه الظاهرة المستجدة في الساحة المالية العالمية خاصة بعد الأزمة المالية العالمية التي سلطت الأضواء بالدراسة و التحليل على نجاعة منتجات هذه الصناعة، و مداخل اعتمادها و ما لها من تأثيرات إيجابية على أداء البنوك بصفة خاصة و قطاعات الاقتصاد الوطني بصفة عامة. ولإضفاء نوع من الواقعية على الدراسة النظرية و معرفة الدور الذي تلعبه إستراتيجية اعتماد صيغ أو منتجات الصناعة المصرفية الإسلامية على أداء البنوك التقليدية، تناولنا دراسة نموذجين من البنوك التقليدية الناشطة في الجزائر الأول يتمثل في حالة بنك الخليج الجزائر الذي تبنى الصناعة المصرفية الإسلامية من خلال بيعه لمنتجات هذه الصناعة متمثلة في المرابحة و بيع السلم و الجهود جارية لإدخال صيغة الاستصناع، و خلصنا إلى أنه رغم التطبيقات الحديثة و القليلة لهذه المنتجات إلا أنه تم تأكيد أهميتها من حيث الإقبال الكبير عليها، ربحيتها و كفاءتها مما يؤثر على أداء البنك، و الثاني يتمثل في حالة بنك الفلاحة و التنمية الريفية الذي سلك مدخل آخر للصناعة المصرفية الإسلامية و هو أسلوب الشراكة مع شركة دلة البركة القابضة العالمية لإنشاء بنك إسلامي هو بنك البركة الجزائري الذي أثبت مكانة متميزة في السوق البنكي الجزائري، يعكسها الأداء العالي لمنتجاته المتمثلة أساسا في صيغ الصناعة المصرفية الإسلامية مما ينعكس بالإيجاب على الأداء غير المباشر لبنك الفلاحة و التنمية الريفية باعتباره الشريك المساهم .