التربية في الفكر الاسلامي المعاصر محمد الغزالي نموذجا

Abstract

يعتبر عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين ، النموذج الأمثل للدين والمسلمين، وهو أمر مفصول فيه ، وسيبقى هذا النموذج نموذجا أمثل في مخيالنا الاجتماعي، وفي أحلامنا وتطلعاتنا ، وهذه مسلمة لا شك فيها كما قال أبو عابد الجابري ، وإمكانية إعادة هذا النموذج اليوم بعيدة التحقيق، نظرا لبعد المسافة التاريخية بين الواقعين، واختلاف المعطيات الاجتماعية، فالتاريخ لا يعيد تواجده بنفس الصورة على الواقع، وان كان بعضنا ينشد ذلك النموذج رافضا ما سواه، حاضره ومستقبله، إلا انه موقف غير ملزم للجميع موقف لا الدين يفرضه، ولا العقل يتقبله، وما مقولة "واعدوا أبناءكم لزمان غير زمانكم " التي قيلت زمن الصحابة ، إلا تأكيدا على وجوب التأقلم مع كل تغيير، للحفاظ على التساير الحضاري للإنسانية، فالإسلام دين كل زمان ومكان، رغم ثبات مبادئه التي لا تتغير كما هو حال قانون الطبيعة، الذي حدده خالق الكون. إن بحثنا هذا يكشف عن رؤية تربوية جادة لمصلح ومفكر وعالم يسمى" محمد الغزالي" حمل هم قضايا الأمة والمجتمع الإسلامي في فكره، وفي قلبه، وحاول معالجة التربية بما يوافق النص القرآني والسنة النبوية المحمدية المؤكدة، محاولا قولبة أفهام الناس، بما يخدم الواقع المعاش، وليس الخيال الافتراضي المناقض للواقع، مدركا أن بقاء تواجد هذا العالم الإسلامي، ونجاح مواكبته للتطور الحضاري، لا يتأتى إلا بإيجاد آليات جديدة وحديثة للتربية لا تبقي النص القرآني معزولا عن الواقع، بل تبحث في رفع مستوى الأفهام، لتغيير هذا الواقع الاجتماعي المتخلف إلى الأفضل، وبما يتناسب مع التطور الحضاري، وهذا ما ذهب إليه محمد الغزالي في أبعاد فكره التربوي الإسلامي المعاصر، أين تناولنا الكثير من محطاته، عبر مختلف المناهج بالدراسة، و التحليل، والمقاربة السوسيولوجية، بعد ما تتبعنا مسار ظاهرة التربية عامة والفكر التربوي خاصة في مختلف العصور .