مشروع البحر الداخلي ( خليج قابس، شط الجريد، شط ملغيغ ) 1874

Abstract

تعد الجزائر بوابة إفريقيا وامتداد جغرافي بشري مغاربي، ترتبط بعمقها الإفريقي وجوارها المغاربي بعلاقاته وروابط اجتماعية ثقافية من جهة، واقتصادية تجارية من جهة أخرى، وعليه فإن الجزائر تحتل مكانة كبيرة من حيث موقعها الاستراتيجي أو الجيوسياسي، مما جعلها محط أنظار وأطماع عدة أطراف أجنبية دولا كانت أم شركات فسيرت الرحلات العلمية والاستكشافية، تطورت إلى حملات عسكرية واستعمارية للسيطرة على المنطقة بكاملها، حيث احتلت الجزائر في 1830 من طرف الاحتلال الفرنسي، ليتوسع في باقي المناطق الساحلية والداخلية وحتى الجنوب الصحراوي بدءا ببوابة الصحراء في الجنوب الشرقي بسكرة سنة 1844 ، ليمتد في كامل الصحراء ودول الجدار المغاربي والعمق الإفريقي، محاولين السيطرة على المنطقة واستغلال ثرواتها حيث أطلقت عدة مشاريع وتأسيس العديد من الشركات في الجنوب الصحراوي، منها مشروع البحر الداخلي الرابط بين خليج قابس وشط ملغيغ، وهذا الأخير هو جوهر دراستنا في هذه المذكرة. وتعود أسباب اختيارنا لهذا البحث إلى أسباب ذاتية وأخرى موضوعية، ومن أهم هذه الأسباب نذكر ما يلي: - محاولة تسليط الضوء على مشروع البحر الداخلي كأحد المشاريع الاقتصادية التي رسمتها فرنسا في الجزائر. - التعرف على المنطقة الصحراوية وخفايا المشروع الجيوإستراتيجية. - الرغبة في كشف أهم الأسباب التي أدت إلى محاولة فرنسا في تحقيق هذا المشروع.