الوساطة كآلية لفض النزاعات الدولية

Abstract

بعد دراستنا لموضوع بحثنا والمتمثل في دور الوساطة كآلية لفض النزاعات الدولية بإعتبارها إحدى الوسائل السلمية التي يرجع إستعمالها منذ القدم أين إستعملت في شتى الحضارات بطرق مختلفة من أجل هدف واحد، ألا وهو تجنب اللجوء للعنف لفض النزاع، ونظرا لكثرة إستعمالها في العصر الحديث في فض المنازعات الدولية التي تزداد بإزدياد تضارب مصالح الدول فيما بينها، والنجاح الباهر الذي حققته معظم الوساطات الدولية التي ساعدت في فك الضغط وتجنب الذهاب إلى القضاء أتضح لنا مدى قدرة هذه الألية على فض النزاعات نظرا لخصوصيتها والفوائد التي تجنيها البشرية عامة وأشخاص القانون الدولي من ربح للوقت وتوفير للمصاريف إضافة إلى الهدف الرئيسي وهو تجنب نشوب الحروب التي تكبد البشرية خسائر كبرى وعليه فإنا الوساطة هي من بين أفضل الوسائل السلمية لفض النزاعات الدولية، إذ يجب على المجتمع الدولي الدعوة أكثر من أجل تفعيل دورها أكثر وذلك من خلال تعزيز فرص نجاحها وتوفير البيئة الخارجية الداعمة لعملية الوساطة، إضافة إلى التعاون بين الهيئات المشاركة في الوساطة، غير أن نجاح أو فشل الوساطة يعتمد في نهاية نهاية المطاف على مدى قبول أطراف النزاع بالوساطة وكذا مقدار التزامهم بالتوصل إلى إتفاق، فإذا كانت أطراف النزاع راغبة بحق في إاستكشاف حل تفاوضي، فإنه يكون بوسع الوسطاء الاضطلاع بدور فعال للوساطة ونتيجة إيجابية لها. وعليه في هذا الصدد الإشارة إلى النتائج التالية:  إن الوساطة كآلية سلمية كانت ولا زالت سبيلا محببا لفض المنازعات الدولية لا كبديل عن إستعمال القوة والعنف واللجوء إليها في حل النزاعات الدولية فقط وإنما هي طريق محبب أيضا إلى جانب بقية الوسائل السلمية الأخرى كالمفاوضات والمساعي الحميدة والتحقيق وغيرها، حيث تحتل مكانة مرموقة ضمن هذه الوسائل.  لقد تطورت فكرة الوساطة كطريق بديل لحل النزاعات الدولية بتطور المجتمع الدولي و تطور قواعد القانون الدولي، خصوصا مع وجود المنظمات الدولية ككيان جديد كان لها الفضل في إرساء دعائم هذه الآلية و على رأسها منظمة الأمم المتحدة والتي نص ميثاقها على ضرورة إنتهاج هذه الوسلية كطريق سلمي لحل النزاعات الدولية تحقيقا للأمن والسلم الدوليين.  ترتكز الوساطة على فكرة الرضائية، حيث لايمكن قيام الوسيط بوسطاته دون رضا الأطراف المتنازعة م جهة ، ومن جهة أخرى فإن الوصول إلى الحل المرتضى يحتاج أيضا إلى قبول هذه الأطراف المتنازعة.  تقوم الوساطة وترتكز على المفاوضات كدعامة أساسية و منطلق كمرحلة من مراحل تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين وحلحلة الموضوع بغية الوصول إلى حل مرضي من الطرفين.