التحولات في منطقة المغرب العربي وأثرها في السياسة العامة الأمنية في الجزائر في (2010-2016)

Abstract

تعالج هذه الدراسة مخرجات السياسة العامة الأمنية في الجزائر في سياق التحولات في البيئة الإستراتيجية للمنطقة المغاربية في إطار ما يسمى خصوصا في الأدبيات الغربية بالربيع العربي.وقد ركزت هذه الدراسة في تحليلها لهذه البيئة على الفترة بين نهاية سنة 2010 أي بداية أحداث موجة الاحتجاجات في المنطقة مع ما جرى في تونس و2016 باعتبارها بيئة داخلية وخارجية من شأنها أن تؤثر في صنع وتنفيذ السياسات الأمنية في الجزائر. والدراسة التي افترضت أن هناك تأثيرا على مخرجات السياسية الأمنية في الجزائر في السياق التحولات في البيئة الإستراتيجية التي أعقبت ما يسمى الربيع العربي أكدت على أن الارتباطات الجغرافية المادية بين دول الفضاء المغاربي ليست وحدها من تمثل أبعادا للتهديدات الأمنية باعتبار أن هناك تدفقات عبر وطنية للأفكار من شأنها أن تمثل تهديدات على الأمن في الجزائر. وخلصت الدراسة، التي أكدت أن التداعيات الدراماتيكية لما يسمى الربيع العربي لم تصل إلى الجزائر، إلى أن صانع القرار الأمني حاول التأقلم مع التحولات في البيئة الإستراتيجية التي طرأت على المنطقة المغاربية والعربية بشكل عام. فالسياسات الأمنية المتبناة في هذه الفترة ركزت في جانب منها على تفادي أي احتمال لانتقال لعدوى الأحداث في المنطقة، التي ارتبطت في جانب منها بمطالب معيشية واجتماعية، حيث حاولت الدولة في هذا الصدد المحافظة على التحويلات الاجتماعية رغم الضائقة المالية التي طالت البلاد مع انهيار سعر البترول. وفي جانب آخر منها ركزت هذه السياسات على تأمين الحدود في ضل تنامي تدفقات السلاح والمقاتلين مع انهيار الدولة في ليبيا.