تأثير النمو العمراني على واقع و شكل الفضاء العمومي للمدن الصحراوية (حالة دراسة مدينة ورقلة

Abstract

النمو العمراني الذي ميز المدن الصحراوية، لم يكن فقط من حيث التوسع الإقليمي الممتد، و لكن أيضا من خلال التحولات المادية الداخلية. ازدادت المساحة الحضرية و الفضاءات العمومية بشكل ملحوظ في مدينة ورقلة كحالة دراسة بنسب معتبرة في العقود الثلاث الماضية، حيث بلغت نسبة الفضاءات العمومية من إجمالي الوعاء العقاري للأحياء الحديثة ما يفوق 60 %، و التي لا تعبر عن و عي بالعوامل المؤثرة في البيئة الحضرية للمناطق الصحراوية من أبعاد بيئية مناخية، اجتماعية، اقتصادية و التي تحدد واقع هذه الفضاءات و هذا بسبب السياسات التعميرية المنتهجة و الأنماط المعمارية المتبناة و التراكيب العمرانية المجسدة، بينما نجد صور أخرى مغايرة تماما لهذا حيث يتم استغلال و تحويل الأراضي الخالية و المساحات المفتوحة إلى مناطق مبنية، و الأراضي المخصصة للمتنزهات و ساحات اللعب إلى مواقف للسيارات و توسع البنايات الخاصة، و إنشاء مرافق جوارية. في هذا الصدد، فإن هذا البحث هو محاولة لدراسة تأثير هذا النمو و تحول الشكل العمراني لمدينة ورقلة، من خلال دراسة فضاءاتها العمومية، و هذا بإجراء مقارنة بين نماذج لأحياء تعبر عن الأنماط السائدة في المدينة، و تعبر كذلك عن المناهج المتبناة في الاستجابة لنمو المدينة، باستخدام مقاربة بناء الجملة الفراغية و نمذجة مخططات الأنسجة العمرانية للعينات المأخوذة من مدينة ورقلة للتعرف على المواصفات الشكلية المورفولوجية للفضاءات العمومية لكل عينة من العينات، طريقة بناء الجملة الفراغية لبيل هيلير في تحليله للنسج العمرانية للمدينة بطريقة موضوعيه يمكن من خلالها حساب درجة الترابط بين عناصر شبكة النسيج. إضافة إلى دراسة واقع الفضاءات العمومية ببعديه )مدى ملائمتها للظروف المناخية ، و الاختلافات في بنية العناصر العمرانية(، هذا النوع من الأبحاث له أهميته في تحليل العلاقة التي كانت سائدة بين الفضاء المبني و الغير مبني للمدينة التقليدية و التغيرات التي طرأت على تلك العلاقة خلال نمو المدينة عبر الزمن.