أثر الخصائص التصميمية في استعمال المجالات الخارجية السكنية- حالة الدراسة وادي سوف

Abstract

يعد المجال الخارجي من أهم العناصر التي أثريت بالبحث و الدراسة نظرا لأهميته في تركيب المجال العمراني، وقد اهتمت العديد من الدراسات بالمجالات الخارجية السكنية بشكل خاص، و يظهر التعدد في تناولها أهميتها سواء على مستوى التصميم، الاستعمال أو التأثير المتبادل بينهما. تعتبر الخصائص التشكيلية من العناصر الأساسية المحددة لصورة المجال و أحد العوامل المتدخلة في أدائه مستقبلا، و المجالات الخارجية عموما و السكنية على وجه الخصوص - بحكم أنها تحتضن الحياة اليومية للساكن - من أهم العناصر التي يجب التوقف عندها في مرحلة التصميم، إذ أصبح ينظر لها في السنوات الأخيرة كقيمة تعبيرية يجب أن تعكس أشكالها و خصائصها التصميمية المعاني و الأفكار، و تترجم حياة الإنسان و احتياجاته داخل المجال و ذلك عن طريق تشكيل عمراني يساعد هذه المجالات على تأكيد دورها في تشجيع و تعزيز التفاعل الاجتماعي. و قد بينت الدراسات أن تشكيل المجال يشمل مجموعة من الخصائص التصميمية يمكن في حال احترامها أن تنتج مجالا معماريا أو عمرانيا عالي المردود خاصة تلك التي ترتبط بشكل أساسي بطريقة إدراك المستعمل لمجاله و التي يمكن أن تعكس اهتماماته، سلوكاته و تفاعلاته. و تتباين الخصائص التصميمية للمجال الخارجي السكني من نمط تخطيطي إلى آخر و يمكن أن يظهر هذا التباين بشكل واضح بين النمطين التقليدي و الحديث والذي ينعكس بدوره على التفاعل داخل المجال لا سيما الجانب الإنساني و الاجتماعي منه. مدينة الوادي المتخذة كحالة للدراسة تحوي النمطين التقليدي و الحديث في التخطيط، لكن و ككل المدن الجزائرية فإن اهتمام إنتاج السكن فيها انصب على المسكن دون مراعاة لمجالاته التابعة خاصة المجالات الخارجية القريبة من المسكن، و قد سجلت المدينة عجزا كبيرا في المجالات الخارجية السكنية بين أحيائها سواء من حيث العدد، التهيئة، أو الأداء الوظيفي المفترض. وقع الاختيار كحالة للدراسة على حيين نموذجيين من المدينة لإخضاعهما لفرضيات البحث يظهر فيهما التباين في الخصائص التصميمية واضحا، حي من الجيل الأول يمثل النمط التقليدي و حي من الجيل الأخير و يمثل النمط الحديث قصد دراسة التغير في الخصائص التصميمية بينهما، و مدى تأثير ذلك على التفاعل الاجتماعي و استعمال السكان للمجالات الخارجية في الحيين