(2020) دور الإعــــــــلام الـــرقـمـــــي في صــــناعة الــــرأي الــــــــــعام دراسة مسحية لاستخدامات قادة الرأي لمنصة تويتر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب – نموذجا. Doctoral thesis, université mouhamed khider -biskra.

Abstract

تتناول هذه الدراسة "دورالإعـلام الـــرقـمـــي في صــــناعة الــــرأي الـــعام من خلال استخدامات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمنصة الرقمية تويتر" والتي يتوجه بها نحو المجتمع الرقمي الأمريكي الذي تخطى نمط الإعلام التقليدي نحو إعلام رقمي ووضع رؤى وتصورات جديدة لمفهوم الإعلام بالمعنى الشامل من خلال إضفاء الصِّبغة الاجتماعية على الشبكة وأخذ الــــعلاقات الإنـــسانيـــــة والمجتمعية من الواقع وتجسيدها افتراضيا. وتخوض الدراسة في إعتماد ترمب على تويتر في معالجة القضايا التي تندرج في إطار المهام التي يتطلبها منصب "الرئيس الأمريكي" بعد مساهمتها بصورة كبيرة في انتخاب باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة الأميركية 2012 وفوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية نهاية عام 2016، من خلال تسلّيط الضوء على الدور الذي يلعبه الإعلام الرقمي في صناعة الرأي العام الأمريكي عن طريق منصة تويتر خلال 100 يوم الأولى من عهدته الرئاسية. وأسقط الباحث مقاربة ماكلوهان كمَسنَد مَرجعي للدراسة لأنه وضع تصوراً خاصاً يَربِط فيه الوسيلة الإعلامية بالرسالة وقد أكَّد على حتمية الوسيلة التكنولوجية في تحديد نوعية الاتصال، وقدّم المنظور وصفاً وتفسيراً منطقيين بما أتاحته من مسلمات ومرتكزات أولاً، وأعطت تمثيلاً صريحاً واقعياً للظاهرة المدروسة ثانياً. اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التفسيري، كون الهدف الأبرز لهذا النوع من الأبحاث هو جمع معلومات كافية ودقيقة تصف الظاهرة كما هي في الحيز الواقعي ثم يقدّم الباحث تفسيرات ومحاولة لتحديث الميكانيزمات التي أدت إلى حدوثها. أما بالنسبة لمجتمع الدراسة فقد حصره الباحث عند الحدود الافتراضية لحساب ترمب على منصة تويتر في مايخصُّ إنشاء، نقل ونشر الأخبار بالتركيز على استخداماته للمنصة من خلال تحليل وتفسير تغريداته احصائياً، ووصف تفاعل المجتمع الأمريكي معها بالاعتماد على المعاينة بـكرة الثلج. اعتمد الباحث في الدراسة على أداة تحليل المحتوى في جمع البيانات من حساب ترمب على تويتر، واستبيان إلكتروني يستهدف جمع بيانات العينة المعنية بالدارسة الميدانية والمُتعرضة لحساب الرئيس ترمب من الجمهور الأمريكي. قادت للنتائج التالية: - سهولة تعامل ترمب مع المنصة وكذا تحكُّمه في الوسيط قدّما مستوى جديدا من التأثير، وأفرزا واقعاً رقمياً جديداَ نمّط عادات التفاعل والتأثير الجمهوري. - ثبات عادات ونمط الاستخدام سمح لترمب بالمراقبة الآنية لحركية التغريدة في خضم التفاعل الذي تُحدثه،مامكنّه من معرفة التوجه المبدئي حول الموضوع المُثار والتعامل مع ذلك التوجه إما بالدعم أو بزيادة الحشد له. - وسم ترمب حسابه تويتر بالحصرية بعدم اعتماده لمصادر خبرية فشكّل له(تويتر) منصةً لصنع القرار بالرغم من وجود المؤسسات الكفيلة بهذه المهمة، كما دمَج حسابه مع باقي آليات ووسائط الإعلام الرقمي الأخرى، الشيء الذي فعّل له شبكة إعلامية عنكبوتيه مُتفرعة تدور في فلكه وتُحيط بجُمهوره وكأنه على معرفة شخصية به. - من خلال الدراسة يتضح أيضا أن الهندسة الرقمية للرأي العام الأمريكي عبر المنصة خاضعة لحُكم ترمب في أولوية المواضيع التي يتصورها وينمطها كمشكلة والتحكّم في هذه الخارطة المُسطرة في عملية التأثير وصناعة الرؤى والتوجهات تُساهم إلى حد كبير في الترتيب والتأثير على أجندة الجمهور الأمريكي. - وجود علاقة مقرونة بفروق ذات دلالات ارتباطيه طردية بين إثارة ترمب لقضية معينة على منصة تويتر والتلقي الإيجابي للجمهور لها. - لا يوجد علاقة ذات دلالات ارتباطيه بين كثافة استخدام الجمهور الأمريكي لمنصة تويتر وتكوين آراء مشتركة حول مختلف القضايا. ويعتقد الباحث ختاما أنه من الضروري أن لا تفقد الدراسات اللاحقة في تأثير وسائط الإعلام الرقمي في الرأي العام القدرةَ على التمييز ومواجهة تحديات ومخاطر التأثير السلبي سواء في ماتعلق بالولاء أو الولع بالوسيلة أو الابتعاد عن الأسباب الحقيقية في التأثير كمسايرة التوجه العام على المنصة مثلا أو لتفادي الدخول في نقاشات عميقة كما بينته نتائج الدراسة