محاسبة المسؤولية كاداة للرقابة على التكاليف في المؤسسة

Abstract

إن التطور الحديث للمفهوم الرقابي والذي يستخدم بصفة أساسية أدوات المحاسبة ومن ضمنها محاسبة المسؤولية التي تبنى على إفتراض معرفة مدى إمكانية التحكم في أداء الاشخاص المسؤولين ، وهذا الإفتراض بدوره يعني التحكم في نتيجة أداء الاشخاص، فالرقابة تعني قياس أداء الاشخاص وليس رقابة نتيجة الاداء لأنها أمر منطقي، ومن ثم يصبح معرفة الشخص الذي أحدث الانحراف عن الأداء المخطط أكثر أهمية من أن تعرف الاشياء التي حدث فيها الإنحراف ولتحقيق هذا الهدف ينبغي ربط الاداء الفعلي للنشاط بشخص معين يعتبر مسؤول في مجال مسؤولية معينة، وهو الذي يتولى إستخدام عوامل الانتاج والاشراف على كيفية تنفيذها في حدود الاداء المخطط المحدد مقدما، وبذلك يسهل تحديد الشخص المسؤول عن حدوث الانحراف، لذلك يعتبر نقطة البدء في نظام محاسبة المسؤولية هو تحديد مراكز النشاط سواء كانت مراكز مسؤولية أو تكلفة أو إستثمار أو ربحية، و هي التي تبنى على فلسفة مفادها أن الرقابة تغطى من شقين إثنين لا يمكن الفصل بينهما، الأول رقابة على النتائج والتي تلبيها كثير من الأدوات الرقابية سواء تقليدية أو حديثة، أما الشق الثاني من الرقابة والذي تختص فيه أداتنا المتمثلة في محاسبة المسؤولية والذي يركز على الاداء أي رقابة الاداء، من خلال تقسيم المسؤوليات بين الاعوان المنفذين للخطة أو الإستراتيجية، وتحليل النتائج المتحصل عليها من خلال المسؤوليات التي تقابلها، وهذا النوع من المحاسبة يطبق خصوصا في المؤسسات ذات المستويات الإدارية المتشعبة والتي يصعب فيها تحديد الخلل إن وجد في تنفيذ الخطط والإستراتيجيات نظرا لتشعب الأعمال فيها ولوجود مستويات إدارية متعددة أي بعد الإدارة العليا عن الإدارة التنفيذية.