التصورات الاجتماعية للطب الشعبي - دراسة ميدانية في منطقة الزيبان

Abstract

تعالج هذه الدراسة والموسومة بالتصورات الاجتماعية للطب الشعبي في المجتمع الجزائري، دراسة ميدانية بمنطقة الزيبان. ظاهرة نفسية - اجتماعية لا تزال تشكل حيزا هاما من اهتمامات المجتمعات وخاصة العربية منها، وبشكل خاص إذا تعلق الأمر بأحد أهم الممارسات العلاجية الشعبية والمتمثل في الطب الشعبي والذي يعد أحد مكونات ثقافتها. ونظرا لعودة الكثير من أفراد المجتمعات للعلاج والاعتقاد في هذه الممارسات الشعبية، جاءت دراستنا هذه لتكشف عن التصورات الاجتماعية للطب الشعبي من خلال ربطها بالمتغيرات الديموغرافية كالجنس، السن، المستوى التعليمي، الموطن الأصلي، الحالة الاجتماعية، المهنة والدخل، من خلال معرفة ما تشمله البنية المعرفية على حد تعبير جان بياجيه jean Piaget و برونر broner من معلومات حول مفهوم الطب الشعبي، ومن هم الأفراد الذين يلجئون للعلاج بالطب الشعبي، وما هي المناطق الأكثر استخداما للطب الشعبي فضلا عن الأسباب والعوامل التي تدفع أفراد المجتمع مع التقدم الهائل والتطور الذي عرفه المجال الطبي إلى طلب العلاج من المعالجين الشعبيين، وكذا أهم الأسباب التي تدفع الفرد في الإيمان والاعتقاد بالطب الشعبي. ولتحقيق الأهداف السالفة الذكر فقد قسمت دراستنا إلى سبع فصول، إثنان منها تعلق بالدراسة الميدانية، في حين تضمن الجانب النظري خمس فصول، اشتمل الفصل الأول منها إطار الدراسة والذي تناولنا فيه إشكالية الدارسة وأهدافها، وأسباب اختيار الدراسة، أما الفصل الثاني فقد عالجنا فيه جانب التصورات الاجتماعية من حيث مفهومها وأنواعها ومصدرها، ليتناول الفصل الثالث الحديث عن علم الاجتماع الطبي، أما الفصل الرابع فقد خصص للطب الشعبي والمعالجين الشعبيين من حيث مفهوم كل منهما وأهميته كأسلوب علاجي بديل أو مكمل، ليعالج الفصل الخامس الطب الإسلامي أو ما يعرف بالطب النبوي، أما الفصل السادس فتطرقنا فيه إلى الإجراءات المنهجية للدراسة من حيث المنهج المستخدم في الدراسة وأدوات جمع البيانات وعينة الدراسة، ليشتمل الفصل السابع على تحليل البيانات الإحصائية ومناقشة نتائج الدراسة على ضوء فرضياتها وعلى ضوء الدراسات السابقة والنظرية الاجتماعية. وتوصلت الباحثة في هذه الدراسة الى النتائج التالية: - فيما يخص الفرضية الأولى للدراسة توصلنا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتغيرات الديموغرافية التي ذكرناها سابقا وجانب المعلومة التي يعتقدها الفرد حول الطب الشعبي. - ونفس الشيء يقال في الفرضية الثانية حيث توصلنا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين العوامل أو الأسباب التي دفعت أفراد المجتمع للجوء للعلاج بالطب الشعبي ولزيارة المعالجين الشعبيين. وعليه نستنتج من خلال الدراسات المشابهة التي ذكرت في الفصل الأول إلى وجود فروق في بعض البنود الخاصة بالطب الشعبي والصحة حيث كان تصور كبار السن يختلف تماما عن صغار السن، كما أن تصور المرأة يختلف عن تصور الرجل، ناهيك عن المستوى التعليمي إذ كلما كان المستوى التعليمي منخفض كلما كان التوجه إلى العلاج بالطب الشعبي على عكس ما توصلت إليه دراستنا من عدم وجود فروق، بل نجد أفراد مجتمعنا يتعاملون مع النسقين الطب الشعبي والحديث بشكل متوازي نظرا لأن كل منهما له دوره ووظيفته في البناء الاجتماعي، وهذا ما جعلنا نتوصل في هذه الدراسة إلى أن أصحاب المستوى التعليمي العالي يرون في العلاج بالطب الشعبي ضرورة يفرضها نوع المرض وذاتية المريض واقتناعه بهذا الأسلوب العلاجي، الذي تلعب فيه التنشئة الاجتماعية الدور الفعال في عملية التأثير حيث نجدها تؤكد على أهمية الحفاظ على التراث الشعبي.