(2020) الخطاب الديني في السينما الإيرانية والأمريكية؛ دراسة تحليلية مقارنة

Abstract

الملخص: تناولت هذه الدراسة التحليلية المقارنة موضوع "الخطاب الديني في السينما الإيرانية والأمريكية" بتفكيك وتحليل أربعة أفلام؛ فيلمين إيرانيين The Willow Tree و The Scandal، وفيلمين أمريكيين Mother وDoctor Strange، انطلقَ البحث من سؤال إشكالي رئيس مفادهُ: ما هي الأيديولوجيا الكامنة في الخطاب الديني في السينما الإيرانية والأمريكية من خلال عينة الأفلام المختارة وما الفرق بينهما؟ وما هي النماذج الإدراكية التي ينتجُها الخطابين؟ اعتمد هذا البحث على ثنائية منهجية تجمع بين منهج تحليل الخطاب والمنهج المقارن، كما ارتكز على نظرية التحكم الأيديولوجي في النماذج الإدراكية لتون فان دايك. اتجهت السِّمات العامة على مستوى الخطاب الديني في السينما الإيرانية والأمريكية من خلال عينة الأفلام المحللة نحو التباين الشديد؛ في اتجاهها نحو الأديان؛ حيث اتخذ الفيلمين الأمريكيين Mother وDoctor Strange توجها عدائيا إزاءها، بينما اتخذَ الفيلمين الإيرانيين The Willow Tree و The Scandal توجها تصحيحيا لتموضع الدين في المجتمع، أما على مستوى القوى الفاعلة؛ اعتمدت السينما الأمريكية على نموذج البطل الخارق بينما اتجهت السينما الإيرانية نحو تجسيد النموذج المثالي. تباعاً؛ وفيما يتعلق بانفتاح وانغلاق الخطاب جاءَ الخطاب الديني في السينما الأمريكية مغلقا، محسوما يقينياً لا يفتح المجال للمتلقي للمشاركة فيه، في حين يبقى الخطاب الديني في السينما الإيرانية مفتوحا ناقصا ومرتبكا ليفسح بذلك المجال للمتلقي للمشاركة في الأطروحة الخطابية وإكمال نموذجها الإدراكي وفقا لتوجهاته ومعتقداته، أما فيما يتعلق بالمعالجة الخطابية للدين؛ فاتجه الفيلمين الأمريكيين توجها بنائيا، في حين ينزع الفيلمين الإيرانيين نزوعاً أكسيولوجياً وبراكسيولوجياً في نفس الوقت، أخيرا؛ فيما يتعلق بالبدائل التي يعتمدها كل خطاب، ارتكزت السينما الأمريكية على البدائل البنائية بينما استخدمت السينما الإيرانية البدائل الاستطرادية. يجسد الخطاب الديني في الفيلمين الإيراني الاعتقاد الصوفي القائل بحلول الذات الإلية في الذات الإنسانية واتحادها معها بما يحقق علم الإنسان بالغيب وتحكمه في الواقع وقوانين الطبيعة، إذ ذاك يُضمر توجها إلحاديا يتقاطع مع نزعة تأليه الإنسان في الفيلمين الأمريكيين وتجاوزه للإله، تباعاً؛ تثبتُ هذه الدراسة التوجه الإلحادي للسينما الأمريكية من خلال الفيلمين المحللين ودعوتها الضمينة والصريحة للإلحاد والتألُّه والتواطؤ مع الشيطان عبر قلبِ القيم وتبديلها