اصلاح المناهج التربوية في الجزائر : بين الاسس الاجتماعية والتحديات العالمية منهجالتربية المدنية نموذجا : 2003/2011

Abstract

شهد العالم منذ تسعينات القرن الماضي تحولات بنائية كبرى، يوازي البعض بينها وبين ما شهده العالم خلال الألفيتين السابقتين، وتعد التطو ا رت المعرفية والتكنولوجية من بين أهم تلك التحولات، حيث غيرت من معالم الحياة الاجتماعية للمجتمعات الإنسانية، و ا زدت من وتيرة التغير الاجتماعي في مختلف المجالات، فأصبح ل ا زما على تلك المجتمعات العمل على مواكبة تلك التحولات الجوهرية، من أجل ضمان التكيف الإيجابي في عالم اليوم. وأصبح بذلك الإصلاح مطلبا مجتمعيا ضروريا للنهوض بمختلف القطاعات وتحسين أدائها داخل المجتمع، حتى تتماشى مع المتطلبات المرحلية التي تعمل في ظلها وصولا إلى تحقيق التنمية الشاملة، فالإصلاح عملية ملحة وهامة وهي تزداد أهمية إذا ما تعلق الأمر بمجال المناهج التربوية، بالنظر إلى تعقد هذا المجال وحساسيته، وباعتباره نظاما مفتوحا على باقي المجالات يتأثر بها ويؤثر فيها، وهو يشير إلى منظومة من الإج ا رءات التربوية التي تهدف ليس إلى حل المشاكل التي يعانيها النظام التربوي فحسب؛ بل أيضا حل المشاكل التي يعانيها المجتمع ككل وعلى كافة المستويات. وقد ازدادت الحاجة للإصلاح في ظل التطو ا رت العالمية المتلاحقة والتحديات التي تفرضها على الدول والمجتمعات، خاصة في ظل التطو ا رت المعرفية والتكنولوجية الكبيرة، حيث تم تحقيق قف ا زت نوعية في تلك المجالات وأصبح العالم يعيش انفجا ا ر معرفيا غير مسبوق تصعب معه ملاحقة واستيعاب هذا التدفق الكبير من إنجا ا زت العلم والتكنولوجيا، غير أن م ا رعاة هذه التحديات العالمية وغيرها لا يعني تجاهل الأسس الاجتماعية للمجتمعات، انطلاقا من أن التعليم وتطويره ليس مسألة عشوائية يطلب فيها التغيير من أجل التغيير، كما أنها ليست مسألة م ا زجية ترتبط بشخص صانع الق ا رر، وانما هي مسألة حضارية ترتبط بظروف المجتمع وتعمل من أجل حل تناقضاته والتغلب على سلبياته بحثا عن مستقبل أفضل، فالإصلاح التربوي في النهاية هو رؤية تعكس فلسفة وفك ا ر ي ا رد تطبيقها في الواقع.