دور التغيرات السوسيو تنظيمية في تحسين خدمات الإدارة المحلية

Abstract

يشكل موضوع التغيرات الاجتماعية والتنظيمية ودورهما في تحسين أداء الإدارة المحلية أحد أهم الموضوعات في ميدان العلوم الاجتماعية والانسانية، فهو موضوع بكر من حيث الطرح والمعالجة كونه يجمع بين تغيرات البيئة الداخلية والخارجية والدور الذي تؤديه هاته التغيرات في رفع مستوى الخدمات وتحسينها بالنسبة لأهم إدارة وأقربها للمواطن ألا وهي الإدارة المحلية (البلدية والولاية)، وأيضاً يعالج موضوع الإدارة المحلية من وجهة نظر سوسيولوجية لأن هذا الموضوع مستهلك كثيراً في تخصصات العلوم السياسية والقانونية ويتركز على جوانب مستهلكة أشبعت بالدراسة والبحث حيث يتمحور جلها تقريباً حول الأبعاد السياسية والقانونية أي الجوانب الأكثر بروزاً في موضوع الإدارة المحلية من جهة، دون التعرض للأبعاد الاجتماعية والتنظيمية وإذا حصل ذلك فإنه يتم بشكل محدود جداً لا يتعدى إشارات عابرة هنا وهناك أو يتم بفصل التغيرات الاجتماعية والتنظيمية عن بعضهما البعض كأن يدرس دور التغير الاجتماعي في تحسين خدمات الإدارة أو دور التغير التنظيمي في تحسين خدمات الإدارة، وفي هذا السياق تأتي مساهمتي المتواضعة الهادفة الى التعرف على الدور الذي تؤديه التغيرات الاجتماعية والتنظيمية في تحسين خدمات الإدارة المحلية، وقد جاءت هذه التغيرات في موضوع البحث بصياغة مركبة تشير الى متغير واحد ألا وهو التغيرات السوسيوتنظيمية. ومن هذا المنطلق تحاول دراستنا هذه رصد وتحليل وظائف وأدوار وحدات الإدارة المحلية في تحقيق التنمية وتقديم الخدمات العامة للمواطن، وهذا حسب التحولات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع اليوم، والتطورات التنظيمية التي يشهدها القطاع الإداري، وبناء على ما ذكرناه انطلقت هذه الدراسة وفق تساؤل رئيسي مفاده: - كيف تساهم التغيرات السوسيو تنظيمية في تحسين خدمات الادارة المحلية في الجزائر؟ 2- أهمية الدراسة: تكمن أهمية هذه الدراسة في الوقوف على واقع الإدارة المحلية في ظل التغيرات الاجتماعية والتنظيمية الموجودة في المحيط الذي نعيش فيه، لذلك سنحاول معرفة طبيعة سيرورة الإدارة المحلية وتأديتها لمهامها المنوطة بها، في ظل تأثير العوامل الاجتماعية والتنظيمية. 3- أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى معرفة العوامل المساهمة في تحسين خدمات الإدارة المحلية الجزائرية، وتحليل هذا القطاع من الناحية السوسيولوجية وذلك قصد التعرف على كيفية التعامل مع المواطن وماهي الخطط والأساليب المتبعة من قبل الإدارة المحلية في ظل التغيرات الاجتماعية والتنظيمية. 4- منهجية الدراسة: اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي، كما تم الاعتماد على الاستبيان المفتوح، وجاء هذا الاستبيان مقسم إلى خمسة محاور كلها ذات علاقة بموضوع الدراسة. 5- مجالات الدراسة: أجريت هذه الدراسة في ثلاثة بلديات من ولاية الوادي وهم قمار، والدبيلة، والرقيبة، وطبقت هذه الدراسة على عينة من مواطني البلديات المذكورة، وقد اعتمدنا على عينة الصدفة باعتبارها الأنسب لطبيعة الموضوع، وكان عدد العينة الإجمالي 300 مفردة، أي بتوزيع 100 استبيان في كل بلدية. 6- نتائج الدراسة: وقد أسفرت الدراسة على النتائج التالية: - كلما زاد الوعي الاجتماعي والثقافي للمواطن كلما زادت مساهمته في تحسين خدمات الإدارة المحلية. - كلما ظهرت مؤسسات المجتمع المدني وانتشرت أكثر في المجتمع وبصورة أكثر فاعلية، كلما ساهمت في القيام بالأعمال مع البلدية والمشاركة معها وذلك من أجل الحصول على أحسن خدمات تقدم للمواطن. - يساهم إدخال الوسائل التكنولوجية على الإدارة المحلية وبالأخص على البلدية في تحسين الخدمات المقدمة للمواطن. - إن التغيير في الهيكل التنظيمي قد يكون مساهماً في تحسين خدمات الإدارة المحلية وذلك عندما يكون هناك وضوح في الوظائف والمهام الإدارية وكذلك عندما يكون تقليص في عدد المصالح وعدد المكاتب المقدمة للخدمات في البلدية. تساهم التغيرات الاجتماعية والتنظيمية في تحسين خدمات الإدارة المحلية، وذلك من خلال التحولات التي يشهدها المجتمع كزيادة الوعي الاجتماعي والثقافي لأفراده أو كانتشار مؤسسات المجتمع المدني وفعاليتها في المجتمع، وكذلك من خلال التحولات التي تشهدها الإدارة المحلية كالتغيير في القوانين التنظيمية مثلاً أو كالاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقديم الخدمة أو كالتغيير في الهيكل التنظيمي والتقليص من كثرة المستويات التنظيمية، وكل هذه التغيرات بالطبع لها دور فعال بالنسبة للمساهمة في نجاعة وتطوير خدمات البلدية.