الصــــــــــورة الشعريــــــــــــــة فـــــــي ديوان الأمير أبي الربيع سليمـــــــان بن عبد الله الموحد

Abstract

ديوان الأمير أبي الربيع سليمان بن عبد الله الموحد ثر بالصور الفنية، ولا سيما في غرض النسيب الذي هو جدير بأن تفرد له دراسات تفتح مغلقاته، وتجلي محاسنه، وتحكم على تجربة الشاعر فيه. وبحثنا هذا عند تناوله للصورة في الديوان ركز على مصادر الصورة وموادها المختلفة، فثبت بلا ريب أن الشاعر حذا حذو السابقين له في تشكيل صوره، ولا نكاد نجد له تجديدا يذكر ما عدا الحضور اللافت للظبى والطيور والنباتات المختلفة وغياب معظم الحيوانات المتوحشة والزواحف والحشرات، و هو ما يوحي بحياة البذخ والتمدن التي كان عليها الأمير في الرياض المنيعة لبجاية. ثم تناولنا التحليل النحوي واللغوي للأشكال البلاغية للصورة وتم التركيز على التشبيه والاستعارة كونهما الصور الأكثر حضورا في الديوان ويمكن بفضلهما تحقيق الغاية المرجوة المتمثلة في إبداع الشاعر وفحولته. وحتى نثبت توجه الشاعر التقليدي انكببنا على تحديد الصورة المقلدة تحت عنوان التناص الصوري فتقصينا مواطنه في الديوان كله، ومن خلال رصد إحصائي لنماذج التناص المختلفة لاحظنا أنه كان متأثرا بالمتنبي وأبي تمام و عمرو بن أبي ربيعة وابن زيدون وذي الرمة و مهيار الديلمي وكلهم من العصر الإسلامي. وقد كان الشاعر وفيا لهم أشد الوفاء حيث أخذ الحكمة والرجولة من المتنبي وعشقه للطبيعة من مهيار الديلمي والغزل المتقد من ابن زيدون وعمرو بن أبي ربيعة والغموض من أبي تمام والصور العميقة الموحية من ذي الرمة. وبالرغم من وجوده في بجاية المعروفة بأصالتها الأمازيغية إلا أن أسماء المرأة المتداولة في شعر الأمير كانت عربية خالصة كمثل لبنى ومروة وألوف وعنان وهذا يؤكد بقوة مدى تحكم الإسلام في هذه الربوع واستيلائه على نفوس أبنائها. وخلاصة القول: أن الأمير أبا الربيع سليمان بن عبد الله الموحد أمير وشاعر ولكنه عرف بالإمارة كعامل من عمال الموحدين في بجاية ولم يعرف كشاعر وإن شعره لمادة بكر تنتظر من يرد ماءها ويغرف منه ليسقي العطاش المتلهفين من الأجيال لمعرفة أسلافهم ثم التأسي بهم.