الإنفلات الامني في النظم السياسية العربية ليبيا أنموذجا

Abstract

يشكل موضوع الأمن على مرّ التاريخ الهاجس الأكبر لرجال الدولة و صناع القرار، الذي اعتبروه ضمان لظروف البقاء والاستمرار، ومن أولويات السياسة الخارجية و الداخلية على حد سواء. كما يمثل مشكلة من نوع خاص ذلك عندما تفقد الدولة السيطرة على الوضع داخل المجتمع بحيث يسود فيها حالات من الفوضى و عدم الاستقرار و انتشار الفساد و الظلم و الجرائم المنظمة و غير المنظمة ومعظم الآفات الإجتماعية هذا ما يؤدي إلى ما اصطلح عليه بـ" الإنفلات الأمني". أصبح الإنفلات الأمني واقعا يوميا يميز المشهد السياسي في معظم الدول العربية وخاصة ليبيا، في ظل مسلسل التفجيرات و القصف والاقتتال بين مختلف الجماعات المسلحة من أجل السيطرة على النفوذ السياسي، وأمام عجوز الحكومة التي قد تلجأ إلى إستخدام قوات دولية للقضاء و الحد من ظاهرة الفوضى و تعزيز اللأمن، لأن من يحكم ليبيا اليوم مجموعات من الميليشيات وذلك بسبب غياب السلطة المركزية، وانهيار منظومة الأمن، و الدفاع ما يسمح بانتشار وسيطرة الميليشيات المسلحة ذات الإنتماء القبلي. لأن طبيعة النظام السياسي الليبي كانت تقوم على التحالفات القبلية و السياسية التي ساهمت في ظهور اللأمن. هذا الواقع قد يزيد في صعوبة تأمين الحدود لدول الجوار