معيار الجدارة في الالتحاق بالوظائف العامة في النظام القانوني الجزائري

Abstract

إن معيار الجدارة في الالتحاق بالوظائف العامة يأخذ مفهوما واسعا ، فهو معيار يمتاز بالأصالة والعراقة ، كرسته وعملت به الشريعة الإسلامية بمختلف أنماطها ومصادرها ،خاصة ما نزل من كتاب الله العزيز الحكيم،، وبعدها أخذت به مختلف الأنظمة القانونية الوضعية المنشأة حديثا ، ولم يحد المشرع الجزائري في الأخذ بهذا المعيار في مختلف القوانين والتشريعات الوطنية الخاصة بالوظيفة العمومية ، ولو ضمنيا في أحكام الدستور والقوانين المختلفة في مجال الاختصاص. وما يأخذ من مفهوم هذا المعيار هو تضمنه على عناصر الجدارة الأخلاقية ، الصحية ، والمهنية، حيث اعتمدت عليها القوانين وأصبحت من العناصر الأساسية لتولي الوظائف العمومية، كما أن معيار الجدارة يمتاز بالترابط والتكامل مع مختلف المبادئ الأخرى المرتبطة بالوظيفة العمومية كمبدأ المساواة، والحياد ودائمية الوظيفة. ولكي يثبت المشرع على تحسين إجراءات تولي الوظائف عن طريق الجدارة ، فرض في أحكام إجراءات تولي الوظائف العمومية مبدأ المسابقة من أجل إضفاء الشفافية لإختيار الأجدر للوظيفة ،لما تحمله من معايير الحيادية والموضوعية واستثنى المشرع في أحكام قوانين وتشريعات الوظيفة ، حيث أوجد بعض الاستثناءات المقررة ، التي نستطيع أن نقول عليها ضيقة ومبررة بعوامل إنسانية واجتماعية بالنسبة للوظائف المحجوزة وبعوامل سياسية بالنسبة للوظائف العليا. كذلك المشرع في إيضاحه لمعيار الجدارة لم يحصره على تولي الوظائف العمومية بصفة مطلقة بل تعداه إلى المسار الوظيفي المهني ومتابعة إن كان يستحق التقييم في إطار الجدارة.