دور مراكز التفكير الأمريكية في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا العربية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مؤسسة '' راند كوربوريشن '' أنموذجا

Abstract

يدور هذا البحث حول دور مراكز التفكير الأمريكية في صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا العربية بعد أحداث 11سبتمبر 2001 مع دراسة مؤسسة "راند" كنموذج ، و من خلاله نجد أن هذه المراكز حاولت استغلال هذه الأحداث للتأكيد على دورها في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا العربية ، كما أعادت تركيز أبحاثها أكثر نحو إنتاج الأفكار التي تدور حول إعادة النظر في العلاقات الأمريكية – العربية وبالتالي أصبحت القضايا العربية محل تحليلات متعددة حول مسؤوليتها عن إفراز الإرهاب والتأثير على الأمن القومي الأمريكي، وبالتالي لمواجهة ذلك يقتضي تغييرات في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة العربية. شددت الولايات المتحدة بعد احداث 11/9 على استخدام نمطين من التدخل في المنطقة العربية: النمط الأول يعتمد على القوة العسكرية خاصة حالتي العراق وليبيا وسوريا والثاني: فرض الاصلاح السياسي، حيث يعتبر الحراك الذي شهدته المنطقة العربية مقدمة للفوضى الخلاقة التي جاءت بذورها من أفكار مراكز التفكير الأمريكية وتبنتها الإدارة الامريكية دون اغفال لدور الشعوب العربية المهمشة في تحريكها وما نتج عن ذلك من عدم الاستقرار المزمن وتفاقم الاختراق الخارجي. ومن مراكز التفكير التي كان لها دور في صناعة القرار الخارجي للولايات المتحدة نجد ''مشروع القرن الأمريكي الجديد'' ومؤسسة '' راند'' والتي نسجت معالم الاستراتيجية الأمريكية لاحتلال العراق عام 2003 الذي يعتبر المثال الأخطر للعمل العسكري الأمريكي في المنطقة العربية وكذا تنفيذ الإدارة الأمريكية للعديد من الأفكار التي جاءت بها المراكز الفكرية الأخرى. وبصفة عامة نجد أن عناصر الهوية التي تحكم التصورات الأمريكية سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى مراكز التفكير أعيد استحضارها بعد احداث 11/9 من خلال استحضار الآخر(الغربي) في مقابل الأنا (العربي) وما يشكله من تهديد واعتماد الصور النمطية المترسخة في المخيال الأمريكي، والتي تم إسقاطها على المنطقة العربية.