التنافس الفرنسي الأمريكي على منطقة المغرب العربي بعد الحرب الباردة

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة واستنباط هوامش التنافس والتوافق بين السياستين الفرنسية الأمريكية تجاه منطقة المغرب العربي بعد الحرب الباردة و تحديد الطبيعة العلائقية بين السياستين ، هل هي توافقية تكاملية أم تنافسية صدامية . حيث وبعد التناول المقارن للسياستين الفرنسية و الأمريكية في منطقة المغرب العربي بعد الحرب الباردة ، على المستويات الإستراتيجية الأمنية و الاقتصادية و السياسية ، نجد أن مؤشرات التنافس و تقلص هوامش التوافق في هذا الإطار يعتبر حقيقة واقعة سجلت بداية القطيعة مع معطيات الحرب الباردة التي تميزت بغلبة ما يمكن أن نصطلح عليه " خيار النيابة الإستراتيجية " الذي استفادت منه فرنسا في منطقة المغرب العربي بالتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية . ويعد بروز المحدد الاقتصادي و الاستراتيجي الأمني مع تصاعد حجم المصالح الاقتصادية وارتفاع وتيرة الاكتشافات البترولية في الجزائر،وارتفاع نسبيا مكانة المغرب العربي في أولويات الإستراتيجية الأمريكية لمرحلة مابعد أحداث 11سبتمبر2001،واستفراد الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة مكافحة الإرهاب. وعليه يبقى الشيء الذي يتعلق بهامش تحرك دول المغرب العربي الذي يظل رهانا قائما على استغلال هامش الثانية التنافسية الفرنسية الأمريكية لخدمة مصالح شعوبها ،تبقى غياب الارادة السياسية والخلافات الثنائية والاندفاع الانفرادي للدول المغاربية تجاه مبادرات الشراكة مع الطرف الأخرى،أكثر مما يخدم مصالح وطموحات شعوب المنطقة المغاربية ككل