السياسة الخارجية الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر 2001

Abstract

حملت بداية الألفية الثالثة مجموعة من المتغيرات الجديدة، أسّست لبداية مرحلة جديدة للسياسة الخارجية الروسية، بعد مجيء الرئيس فلاديمير بوتين إلى الحكم و إعلانه لمبادئ السياسة الخارجية عام 2000، و التي حرص أن تكون متعددة التوجهات التي لا تستثني أي منطقة من العالم، ودعّم هذا الحرص أحداث 11/09، و التي اعتبرت نقطة تحول في تاريخ العلاقات الدولية، و برزت من خلالها ظاهرة الإرهاب العابر للقارات كمتغير دولي جديد أعاد رسم المصالح الوطنية و الأهداف الإستراتيجية لروسيا كقوة عظمى سابقة تطمح إلى استعادة مكانتها الدولية في إطار عالم متعدد الأقطاب تكون هي أحد أقطابه. من خلال هذه الدراسة، سنقوم بإبراز التوجه الروسي الجديد نحو منطقة الشرق الأوسط و التي لم تكن بعيدة عن الاهتمام الروسي إلا بعد نهاية الحرب الباردة، أين عرفت هذه المرحلة انحسارا عن الأدوار الفاعلة في هذه المنطقة والتوجه إلى الغرب قبل ان تنتهج مجددا سياسة أكثر ديناميكية تجاهها. كما تحاول هذه الدراسة معالجة الإشكالية التي تدور حول طبيعة التوجهات الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط،ومختلف الدوافع و الأسباب الكامنة وراء ذلك و التي تساعد في تفسير و تحليل مختلف المواقف و السلوكات الخارجية الروسية تجاه أهم قضايا هذه المنطقة الحساسة و الحيوية. كما تحاول الإجابة عن فرضيات الدراسة المنبثقة عن الإشكالية المطروحة، والمتضمنة رغبة روسيا في تكوين عالم متعدد الأقطاب تكون هي أحد أقطابه. بالإضافة إلى افتراض مبدأ البراغماتية التي تنطلق منه السياسة الخارجية الروسية بهدف تحقيق المصالح الوطنية الروسية،و التي تتصدرها استعادة النفوذ في الساحة الدولية.