إنعكاسات القرار الأممي 1373على واقع الحماية الدولية لحقوق الإنسان

Abstract

إن سرعة إتخاذ القرار الأممي 1373 المتعلق بالحرب على الإرهاب تعبر عن رغبة أمريكية نتيجة هيمنة هذه الأخيرة على مجلس الأمن في الإنتقام من مرتكبي تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر العام2001، لذلك أهمل أية إشارة لمسألة حماية حقوق الإنسان، أو لأن يتحقق من مسؤولية من يتهمهم بإرتكابها، ففتح الباب واسعا أمام التدخلات الأجنبية المسلحة في الشؤون الداخلية للدول، بالإعتماد على القوة المفرطة، بحجة مكافحة الإرهاب، ومستبعدا بذلك كل محاولة للتسوية الودية لمختلف النزاعات الدولية، ومن ثمة إنتهاك كافة أعراف وقواعد القانون الدولي التي تنهى عن إستعمال القوة، أو التهديد بإستعمالها في العلاقات الدولية، مما يعد تراجعا صريحا عن الإلتزامات الدولية الناتجة عن ميثاق الأمم المتحدة، ومختلف المواثيق الدولية الأخرى، المعنية بالحماية الدولية لحقوق الإنسان. فبات تفعيل القرار 1373 بمثابة عامل أساسي لنشر الإرهاب، بدلا من إستئصاله، ورخصة لإنتهاك سيادة الدول، وقهر الشعوب بدلا من فرض إحترامها وصون أراضيها، حتى أن المجتمعات الوطنية أضحت السباقة لإضطهاد شعوبها، والإندماج في هذه الحرب، إرضاءا لأمريكا، دون أن تكون معنية بها وحجتها في ذلك المساهمة في الحفاظ على الأمن العالمي، وهي في حقيقتها لا تقوى على حماية أمنها الداخلي. كل ذلك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب طبقا للقرار 1373 سالف الذكر.