إشـكـاليـة حيـــازة المسـاحـات الخضـــراء في الأحيـاء السكنيـة الجمـاعيـة - دراســة حـالـة بسـكـــــرة

Abstract

ظهور التنمية المستدامة والتيارات الإيكولوجية، عرفت المساحات الخضراء تطورا باهرا في العالم خاصة بالنسبة للمشاريع السكنية. في أوج هذا التطور، لايزال الوعي البيئي في بداياته المتعثرة بالجزائر، فمواكبة هذه الأخيرة وتحركها من أجل تحقيق تنمية بيئية مستدامة من خلال الاهتمام بالمساحات الخضراء وتطويرها، جد محتشم واقتصر على الجانب القانوني والنظري. لجأت الجزائر في سنوات السبعينات بعد الإستقلال، إلى السكن الجماعي كحل سريع لأزمة السكن، واهتم المصممون نظريا منذ البداية بتوفير المساحات الخضراء للسكان على مستوى القوانين والمخططات، لكن في الواقع على مستوى الإنجاز، تمّ تسليم مشاريع غير تامة الانجاز مجردة من المساحات الخضراء إلى السكان، ممّا انعكس سلبا على جودة البنية المادية للمساحات الخارجية المهملة، حيث أدى وضعها القانوني المبهم إلى بروز ظاهرة جديدة وهي حيازة المساحات الخارجية المجاورة للبنايات السكنية وتملّكها كمسحات خضراء بطريقة عشوائية وغير شرعية من طرف السكان. هذه الظاهرة التي بالكاد كان يمكن ملاحظتها وتحسُّسها في نهاية سنوات 1980، هي اليوم أكثر فأكثر تجليا وظهورا، وانتشرت في جميع المدن الجزائرية. انطلاقا من هنا، يهدف بحثنا للنظر في الظاهرة وفحصها من خلال مدينة بسكرة حالة دراستنا. فمن خلال هذه الدراسة قمنا بالتحقق من « سيرورة حيـازة المساحات الخارجية المجاورة للبنايات السكنية من أجل استعمالها كمساحات خضراء » من خلال الاجابة على مجموعة من الأسئلة والفرضيات. مجموع النتائج أثبتت تأثر هذه الظاهرة بمجموعة من العوامل المرتبطة بالسكان والحي، كمميزات السكان، قدم الحي، وجود جمعية والشكل المجالي للحي. واعتمدنا على أدوات البحث العلمي (الملاحظة، المقابلة والاستمارة) في جمع معطيات دراسة ميدانية على مستوى الأحياء السكنية الجماعية العمودية لمدينة بسكرة وعلى المنهج المقارن لتحليل واستخلاص النتائج.