نظام الإقتراع النسبي في تجربة الإنتخابات التشريعية بالجزائر

Abstract

على الرّغم ما لنظام التّمثيل النّسبيّ من إيجابيات بررت ضرورة الأخذ به في حقبة زمنيّة معيّنة من تاريخ النّظام السّياسيّ الجّزائريّ، إلاّ أنّه تبيّن من تطبيقه خلال ثلاث فترات تشريعية متوالية أنّه يتخلله العديد من المآخذ والسّلبيّات سواء على مستوى النّظام الحزبيّ حيث أدّى إلى كثرة الأحزاب السّياسيّة ووجود أحزاب طفيليّة تفتقر لوجود قاعدة شعبيّة، أو على مستوى الترشّح أين يهيمن أعضاء مكاتب الأحزاب على تشكيل قوائم لمرشّحين غير نزهاء ولا صادقين وترتيبهم كما يشاءون واستبعاد الجيّدين منهم، أو على مستوى التّمثيل والّذي انعكس سلبا على الدّور الرقابيّ والتّشريعيّ للبرلمان وعدم الشّعور بالمسؤوليّة اتّجاه النّاخبين الممثَّلين، أو على مستوى طبيعة البرنامج السّياسيّ المطبّق، هل هو برنامج حزب الأغلبيّة أم برنامج الائتلاف الحكومي أم برنامج رئيس الجّمهوريّة، والّذي جعل المسؤوليّة السّياسيّة للأحزاب المشاركة في الائتلاف تضيع وسط تبادل للاتّهامات أو بالاحتماء تحت مضلّة رئيس الجّمهوريّة، الأمر الّذي كان له عميق الأثر على النّظام السّياسيّ وطبيعته ومدى فعاليّة نظام الحكم بالأساس.