(2017) البيئة المدرسية وعلاقتها بالعنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية دراسة ميدانية ببعض ثانويات دائرتي تقرت وحاسي مسعود بولاية ورقلة. Doctoral thesis, Université Mohamed Khider - Biskra

Abstract

استهدفت دراستنا هذه البحث في علاقة البيئة المدرسية بسلوك العنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية، وقد تم التركيز على ثلاث عوامل مكوّنة للبيئة المدرسية وهي السلوك التعليمي الخاطئ للأستاذ و كثافة البرنامج الدراسي وصعوبته إضافة الى فشل التلميذ في علاقاته المدرسية ثم البحث في علاقة هذه العوامل السالفة الذكر بالعنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية ،وقد انطلقت دراستنا هذه من سؤال رئيسي مفاده : ما علاقة البيئة المدرسية بالعنف المدرسي عند تلاميذ المرحلة الثانوية ؟ وللإجابة على هذا التساؤل تم إجراء دراسة ميدانية على عينة مكونة من 170 تلميذا يدرسون ببعض ثانويات ولاية ورقلة وقد تم اختيار ست ثانويات لإجراء الدراسة الميدانية أربعة منها تقع بالمقاطعة الإدارية بتقرت في حين تقع الثانويتين الاخرتين بدائرة حاسي مسعود بولاية ورقلة . استخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي وذلك بغرض وصف وتحليل سلوك العنف المدرسي في ظل علاقته بالعوامل السالفة الذكر ، كما اعتمد الباحث على مجموعة من الأدوات البحثية كالملاحظة والمقابلة إضافة الى استمارة البحث المتمثلة في مقياس ليكرت الخماسي والذي ضم أربعون بندا . وبعد تحليل البيانات المتوصل إليها خلصت الدراسة الى جملة من النتائج العامة أهمها : أن للبيئة المدرسية علاقة بسلوك العنف عند التلميذ، حيث توصلنا في هذا الشأن الى أن السلوك التعليمي الخاطئ للأستاذ يدفع بالتلميذ الى تبني سلوك العنف المدرسي فقسوة الأستاذ مع التلميذ سواء من حيث اللفظ أم السلوك إضافة الى عدم مراعاته لمشاعر وأحاسيس التلميذ خلال سير الفعل التعليمي ، وكذا النظرة الدونية للتلميذ وعدم مراعاة ظروفه هي كلها عوامل تدفع بالتلميذ نحو نهج سلوك العنف تجاه مكونات البيئة المدرسية ،إضافة الى ذلك يلعب الجانب العلائقي للتلميذ دورا حاسما في منظومته السلوكية داخل المدرسة حيث توصلنا في هذا المقام الى أن فشل التلميذ في علاقاته المدرسية يدفع به نحو ممارسة سلوك العنف المدرسي فاضطراب وضعف العلاقات المدرسية للتلميذ ومحدوديتها واتسامها بالطابع الرسمي سواء مع الأساتذة آو الإداريين أو زملاءه إضافة الى فشل التلميذ في بناء علاقاته المدرسية في إطار من الايجابية والانفتاح والحوار هي جلها عوامل تبيّن من خلال الدارسة مسؤوليتها عن ممارسة التلميذ للعنف المدرسي ، وإضافة الى ما تقدم عرضه توصلت الدراسة كذلك الى أن كثافة البرنامج الدراسي واتسامه بالصعوبة والتعقيد هو كذلك من أهم العوام التي تدفع بالتلميذ نحو ممارسة سلوك العنف المدرسي فالضغط والقلق الذين يعانيهما التلميذ نتيجة كثافة الدروس وتزايد الكم المعرفي بها إضافة الى شعور التلميذ بالعجز أحيانا في استيعاب محتويات المقرر الدراسي هي كلها عوامل تساهم في سلوك العنف المدرسي عند التلميذ . وخلاصة القول فإن للبيئة المدرسية علاقة مباشرة بسلوك العنف المدرسي عند التلميذ الأمر الذي يقتضي ضرورة العمل على الوقوف على أهم العوائق التي قد يسببها أي مكون من مكوناتها ودفعه بالتلميذ نحو سلوك العنف المدرسي ويكون ذلك من خلال توفير مناخ تعليمي يركز فيه على تحسين ادوار الأستاذ ومحاولة معالجة أهم الإختلالات التي قد تعتري سلوكه التعليمي مع تلاميذه ومعالجة أهم الأخطاء الحاصلة في هذا الشأن إضافة الى إشراك مختلف الفاعلين المدرسيين من تلاميذ وأعضاء الطاقمين التربوي والإداري بالمؤسسة لتحسين الجانب العلائقي بين مختلف الأعضاء المكوّنين للمجتمع المدرسي برمته ، دون إغفال مراجعة أهم الملاحظات المسجّلة على البرنامج الدراسي ومحاولة الحد من كثافة الدروس وصعوبتها . إن الوصول الى بيئة مدرسية تتسم بالايجابية الى حد ما تراعى فيها حقوق وواجبات كل من المعلم والمتعلم وتؤخذ فيها بعين الاعتبار كل الظروف المتعلقّة بالمكونات المادية والبشرية لهذه البيئة لكفيل بالتقليل والحد من مختلف السلوكيات العنيفة التي تنتشر في الوسط المدرسي .