تأثير هيكل قطاع التأمين على أداء المؤسسات " دراسة حالة الشركة الوطنية للتأمين".

Abstract

يعد قطاع التأمين من أھم القطاعات الحساسة اليوم في عالم المال و الأعمال و الخدمات على مستوى العالم الحديث ، و الذي بات من الضروري إعطاءه الأولوية القصوى ، كونه محرك النشاط الاقتصادي برمته ، و بالتالي أصبحت مسألة و تنميته و تطويره بجميع الوسائل التكنولوجية و المعلوماتية أمر ضروري لابد منه ، و هذا ما لوحظ خاصة خلال السنوات الأخيرة، وذلك حيال التسابق التكنولوجي، و المنافسة الحادة بين شركات التأمين في العالم الحديث، داخل دوامة العولمة و اختلاق الأزمات الاقتصادية و تفاعلها . و في غضون ذلك طبقت الجزائر سلسلة من برامج الإصلاح الاقتصادي، كضرورة فرضتها ظروف اجتماعية و حتميات سياسية و ضغوط دولية من طرف المؤسسات المالية الدولية، نتج عن ذلك الانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر القائم على قاعدتي العرض و الطلب، تماشيا مع التحولات الجذرية و التطورات البنيوية على مستوى الاقتصاد العالمي. إن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي انتهجتها الجزائر جعلت الشركات العمومية تعمل في مناخ مغاير لما كان سائدا في عهد الحماية و الدعم و الاحتكار الحكومي، سمته الأساسية ازدياد شدة المنافسة من طرف الشركات الخاصة، حيث أصبحت معادلة ربحيتها و نموها مرهون بمدى تنمية و تقوية استراتيجياتها و قدراتها التنافسية. إن الشركة الوطنية للتأمين تعد أبرز الشركات العمومية العاملة في صناعة التأمين الجزائري و التي سيطرت على أكبر حصة سوقية منذ نشأتها خاصة في المرحلة التي تميزت بالاحتكار الحكومي للقطاع، لكن من خلال الدراسة يتضح أن هذه الحصة في تراجع نتيجة الانفتاح الاقتصاد و اشتداد المنافسة من طرف الشركات الخاصة ( المحلية و الأجنبية)، السبب الذي دفع بها إلى مواكبة هذه التطورات لزيادة قدراتها التنافسية من خلال اعتماد مجموعة من الاستراتيجيات.