المعالجة الإعلامية للجريمة في الصحافة الجزائرية الخاصة دراسة تحليلية وميدانية

Abstract

تناولت هذه الدراسة الموسومة بـــ "المعالجة الإعلامية للجريمة في الصحافة الجزائرية الخاصة"، الكشف عن العوامل المؤطرة لتغطية مواد الجريمة ورصد القواعد المهنية المؤثرة على القائم بالاتصال في بناء رسالته الإعلامية وتحديد طبيعة وحجم الضغوط التي يتعرض لها في إعدادها ومدى إسهام هذه التغطية في تشكيل اتجاهات الجمهور نحو المعالجة الإعلامية لمضامين الجريمة. واستندت الدراسة في وصفها للظاهرة محل الدراسة وتفسيرها إلى نظرية التأطير الإعلامي بوصفها إطارا علميا يمدنا بالسياق المعرفي الذي يمكّن من تفسير نتائج الدراسة في سياقها الطبيعي. كما عمدنا في الدراسة التحليلية لهذه الأطروحة إلى تحليل عينة عشوائية منتظمة باستخدام أسلوب الدورة من المضامين المنشورة بجريدة " الشروق اليومي" الجزائرية الخاصة حول الجريمة خلال فترة الدراسة للوقوف على طبيعة المعالجة الصحفية ومدى استحداث الجريدة لأساليب النشر المتعلقة بشكل وخصائص المحتوى، كما استطلعت الدراسة ـــ في جانبها الميداني ــ آراء القائم بالاتصال في جريدة الدراسة لجمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة، وكذلك استطلاع اتجاهات الجمهور باستخدام استمارة استبيان لكل منهما. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: 1 ـــ في ضوء مراجعتنا للتراث النظري في الحقل الإعلامي، مثلت نظرية التأطير الإعلامي إطارا نظريا يتصف بالمرونة الكبيرة مما ساعد في تصميم إجراءات الدراسة على مستوى النص الصحفي أو القائم بالاتصال أو الجمهور لاختبار مستوى العلاقة التفاعلية بين القائم بالاتصال والجمهور لقياس مدى التوافق أو الاختلاف في الاتجاهات حول نشر الجريمة (في الصحف الجزائرية الخاصة) استنادا إلى تشاركهما في السياق الذي يعتبر من أهم عناصر النظرية باعتباره بيئة القيم التي تدرس ضمنها عناصر العملية الاتصالية . 2 ـــ التركيز في التغطية الملونة لمحتويات الجريمة بصحيفة الدراسة على القيم المهنية على حساب القيم الأخلاقية وضوابط النشر ما يفسر توظيف الصحيفة لأدوات وآليات التأطير الإخباري من حيث الانتقاء والإبراز والاستبعاد ما يبعد هذه التغطية عن المعالجة التي تحتمها المسؤولية الاجتماعية للصحافة تجاه جمهورها. 3 ـــ ضعف الأداء المهني للقائم بالاتصال بصحيفة الدراسة في تغطية أخبار الجريمة لاعتماده على أطر محددة تعتمد على الحد الأدنى من المعلومات في ظل تغطية سطحية تجنح إلى قوالب فنية يعوزها التفسير والتحليل ومحدودية إلمام الصحفي بالتشريعات المنظمة للمهنة والمتصلة بأخلاقيات وضوابط نشر مواد الجريمة بسبب القيود والضغوط التي تحد من حرية الصحفي في معالجة قضايا الجريمة. 4 ــ لا تشبع طبيعة تغطية صحيفة الدراسة لمواد الجريمة حاجات القراء في أبعادها القانونية والاجتماعية والنفسية ما يحقق التكامل في أسلوب النشر في جوانبه المعرفية والوجدانية مما يفسر عدم وضوح طبيعة العلاقة بين الصحافة الخاصة والجمهور والتي تعتبر نسبية إلى درجة لا يكون الإجماع فيها مبني على أسس علمية بقدر ما تحدده العلاقة الواقعية التي يبدو أن الصحافة الخاصة لا تسعى فيها لاكتساب جمهور نوعي بقدر سعيها لضمان جمهور استهلاكي، لذلك لا يمكن اعتبار اتجاهات الجمهور التي عكستها نتائج الدراسة إزاء هذا النشر موقفا ايجابيا لأنها مجرد انطباعات لم تتجسد كجهد عملي في إطار علمي منظم مستمر ومتكامل يكفل التصدي للظاهرة. 5 ـــ المعالجة الصحفية لأخبار الجريمة فعل يتوجه إلى الآخر من خلال جهد بشري في سياق شامل تشكله منظومات متكاملة، فحجم وشكل التغطية الصحفية لهذه المواد بصحيفة الدراسة لا يعكس المعالجة الفعلية للظاهرة.