الوضعیة الاجتماعیة للأسرة وعلاقتھا بالتحصیل االدراسي للأبناء دراسة میدانیة لتلامیذ السنة الخامسة بالمدارس الابتدائیة لبلدیة أولاد جلال

Abstract

إ ن الدراسة التي بین أیدینا تهدف للتعرف على أحد أهم العوامل المؤثر ة في التحصیل الدراسي للتلمیذ والمتمثلة في"الوضعیة الاجتماعیة للأسرة،" والتي جاءت في دراستنا هذه للدلالة على الحالة الكلیة للظروف الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة التي تعیشها الأسرة، وتؤثر في الوقت نفسه على مستوى التحصیل الدراسي للأبناء، وفي هذا السیاق تناولت الدراسة في شقها النظري التعریف بالتحصیل الدراسي وما یرتبط به من عناصر تتمثل في أهمیته وأهدافه وطرق قیاسه، وصولا للعوامل المؤثرة فیه والتي ركزنا من خلالها عن العامل الأسري ودوره في تعلیم الأبناء. ذلك أن الوضعیة الاجتماعیة الأسریة بصفة عامة موضوع شامل ومتعدد المتغیرات، فالمستوى السوسیو اقتصادي للأسرة وحجمها وظروف السكن، والحالة المادیة والمهنیة والتعلیمیة للوالدین،والحالة العائلیة(استقرار الأسرة)، وأسالیب المعاملة الوالدیة للأبناء، كلها مؤشرات دالة علیه. و تكمن أهمیة هذه الدراسة من خلال ربطها لمتغیرین في غایة الأهمیة من الناحیة السوسیولوجیة، و هما الأسرة والتحصیل الدراسي، واللذان یعتبران من المواضیع الهامة التي یهتم بها علماء اجتماع التربیة . وقد تناولت هذه الدراسة في شقها المیداني دور كل هذه المتغیرات الأسریة على حدا، وعلاقتها بمستویات التحصیل الدراسي لتلامیذ السنة الخامسة من المرحلة الابتدائیة على اعتبارهم عینة البحث. ولبلوغ الهدف من هذه الدراسة استخدمت كل من المنهج الوصفي التحلیلي، معتمدة على أدوات جمع البیانات المتمثلة في الوثائق والإحصاءات، المقابلة،الملاحظة، فضلا عن استمارة الاستبیان تم تطبیقها على عینة عشوائیة قدرت ب 211 تلمیذا. وفي الأخیر توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج ألخصها في مایلي: * كلما توفر المستوى السوسیو اقتصادي للأسرة على المتغیرات الأساسیة والخاصة بالحالة المادیة للأسرة والحالة المهنیة والتعلیمیة للوالدین، و كذا ظروف السكن الملائمة وحجم الأسرة، كلما تهیأت للتلمیذ كل ظروف و أسباب النجاح الدراسي. * للحالة العائلیة التي یسودها الهدوء والإستقرار أهمیة كبرى في الرفع من مستوى الأبناء الدراسي، فكلما كان الجو الأسري خالیا من المشاكل والخلافات الأسریة كلما أدى ذلك إلى ارتیاح الأبناء نفسیا وجسدیا و تعلیمیا. * یتأثر التحصیل الدراسي للأبناء بأسالیب المعاملة الوالدیة داخل الأسرة، فكلما اعتمد الأولیاء على النمط المرن الذي یتمیز بالاهتمام والتوجیه والمتابعة، كلما أدى ذلك إلى نتائج إیجابیة على مستوى التحصیل الدراسي للأبناء.__