الاتجاهات البيئية للطلبة في ظل طروحات العمران المستديم دراسة ميدانية على عينة من طلبة الهندسة المعمارية -جامعة بسكرة

Abstract

ملخص الدراسة:أُجريت الدراسة الحالية بهدف التعرف على الاتجاهات البيئية لطلبة الهندسة المعمارية بجامعة بسكرة في ظل طروحات العمران المستديم، وعلى ما قد يظهر من فروق في هذه الاتجاهات بين الجنسين أو بين الأعمار. وقد تضمنت العينة طلاب الهندسة المعمارية سنة نهائية (طالب مهندس) من الجنسين، وبأعمار مختلفة، واعتمد جمع البيانات على أداة (استبيان الاتجاهات البيئية في ظل طروحات العمران المستديم) جرى بناؤها لهذا الغرض، كما جرى التحقق من صدقها.وتُفيد النتائج التي أسفرت عنها هذه الدراسة بأن محصلة استجابات طلبة الهندسة المعمارية إزاء أبعاد الاتجاهات البيئية في ظل طروحات العمران المستديم تعكس اتجاهات ايجابية مرتفعة بصفة عامة لدى أفراد العينة ويمكن تفسير ذلك بأن طلبة الهندسة المعمارية في تفاعلهم مع بيئتهم إنما يَخبرونها على أنها كل متكامل ويشمل بذلك كل ما يُنشئه المعماري من عمران يحقق التوازن مع النظام الموجود في الطبيعة. كذلك أظهرت نتائج هذه الدراسة، عدم وجود فروق في الاتجاهات البيئية للطلبة دالة حسب العمر والجنس، فيما عدا الاتجاه نحو "بعد الكفاءة في استخدام الموارد الدائمة وغير الدائمة للطاقة في المنشأة العمرانية"، كانت فيه الفروق دالة لصالح الطالبات الإناث بحكم علاقته بذات الإناث اللواتي يتمركز إدراكهن البيئي حول الذات. كما كانت الفروق في الاتجاه نحو "بعد الاهتمام بجودة البيئة الداخلية والخارجية للمنشأة العمرانية" دالة لصالح فئة الطلبة الأكبر سنا بحكم الخبرة. والدراسة الحالية في حدود علمنا ربما تكون أول دراسة في علم اجتماع البيئة في الجزائر خاصة والعالم العربي عامة، حول الاتجاهات البيئية لطلبة الهندسة المعمارية في ظل طروحات العمران المستديم، لذا نرجو أن تستتبعها دراسات أخرى انطلاقا من الأهمية البالغة للمتغيرات الاجتماعية في دراسات البيئة، وفي التبصر بحلول فعالة لمشكلاتها الملحة في عصرنا الحالي، خاصة إذا اضطلعنا بالدور الذي يمكن أن تلعبه الاتجاهات البيئية لطلبة الهندسة المعمارية في تشكيل نمط العمران بوصف هذا الأخير نتاجا للتدخل الواعي في الطبيعة مما يزيد من حساسية المعماري تجاهها.