التكوين الجامعي و إحتياجات الوظيفة / ماجستير

Abstract

إن العصر الذي نتعايش معه اليوم، هو عصر تتدفق فيه المعرفة الإنسانية و تتنامى الإنجازات في مختلف الميادين العلمية و التكنولوجية و الثقافية و الاقتصادية. إذ أنه أصبح لا مناص للأمم سوى الأخذ بأسباب التنمية الشاملة بكل ما تسمح به إمكانياتها و قدراتها المادية و البشرية . و أصبحنا جميعا نتقاسم الحياة في عالم أشبه بقرية صغيرة مسامية الجدران، تربط بين أرجائه وسائل اتصال سريعة دائمة النمو و التطور، و تتزاحم فيه المعرفة و المعلومات، و توثقت فيه العلاقة بين التعليم و العلم و بين العلم و العمل . إن التعامل مع هـذه المستجـدات العالمية المتسارعة ، و رفع التحديات المتراكمة حاليا و القادمة، تتطلب نوعا جديدا من التكوين و التعليم و التدريب، كما تتطلب إنتاجا للمعرفة ينبع من ثقافتنا و أولوياتـنا، تحد يمكننا من أخذ المكان المناسب على الأقل في زحام ثورة العلم و المعلوماتية و التكنولوجيا المتصاعدة كل يوم.و هنا يقع العبء الأكبر على جامعتنا، فهي مطالبـة اليوم أكثـر من أي وقت مضى بلعب الدور الفعال و الأساسي في رفع هذه التحديات و المساهمة في تفعيل عجلة التنمية في مجتمعاتنا و تطويرها، من خلال البحث العلمي و تفعيله داخـل أسوارها و خارجها ، و أيضا من خـلال تقديم مخرجات قادرة على تحمل مسؤولية و أعباء هذه التنمية و المشاركة الإيجابية فيها عند احتلالهم مواضع الفعل في كافة قطاعات العمل المختلفة . و هذا يستوجب من الجامعة أن تكيف أهدافها و مناهجها و طرقها بشكل يجعل من التعليم و التكوين المقدم تعليما إبداعيا حواريا و ديمقراطيا، يتصف بالعقلية الناقدة، و يجعل من التجارب العالمية الناجحة لا سيما في مجال العلم و تكنولوجيا الإعلام و الاتصال جزءا هاما من مناهجها و طرائقه